عائدة اليك يا غزة...........من مجموعة قصص يتيمة..خيرة جليل
جلست السيدة امال وهي ترتجف من شد الخوف والغضب امام تلفازها في انكسار ...ما عساه تفعل في هذه اللحظة وبلدها الام غزة تتعرض للقصف الاسرائلي الوحشي والرهيب ...ما عساه تفعل وهي لاجئة ببلد ثاني يعيلها ويضمد جروحها ...ما عساها تفعل وهي استاذة التاريخ المعاصر وتدرس طلابها تاريخ الصراع العربي الاسرائلي وتوضح لهم ان بداية محنة وطنها تعود للقرن التاسع عشر مع اول مؤامرة ليهود العالم ببال على يد الصهيوني تيودر هرتزل .ما عساها تخبرهم عنه وهي من قالت ان السرطان الاسرائلي الذي ينهش غزة اليوم كان بن غوريون من زرعه بخبث تحت الرعاية البريطانية والفرنسية والروسية والعالم بأجمعه ....تتابع القصف الرهيب وتجبر طفلها الصغير على ان يرى جثث الاطفال والشيوخ والنساء والشباب تتهاوى تحت الانقاض .....تقول له بانكسار " ابدا ابني اني لست خائنة لشعبي ان كنت اليوم انا هنا ابكي الى جانبك بالمغرب وعائلتنا وأسرنا تدفن تحت الانقاض ........لست خائنة لقومي ان كنت قد فضلت ان ادرس بالجامعات الدولية قضية شعبي وأحبابي وأصدقائي يقدمون ارواهم قربانا للوطن ،انما اني احمل قضيتي الى العالم بمحاضراتي وكتابتي ..انر بني انهم يقتلون الشيوخ لأنهم رمز ذاكرة وطنك ،انهم يقتلون الاطفال مثلك لأنهم رمز المستقبل ،انهم يقتلون النساء لأنهم رمز الخصب والعطاء واستمرار المقاومة ،انهم يقتلون الشباب لأنهم روح المقاومة ،انهم يقتلعون اشجار الزيتون بعد ان قطعوا عنها مياه الري فقررت ان ترتوي بدم الشهداء وتنتج زيتونا تسيل زيته لتصنع منه قناديل المقاومة حين يقطعون عنهم الكهرباء ويصنعون منه مرهمات حين يحرقون بنار القذائف ...انظر ابني وتذكر واخجل من قوم اسمهم عرب استعصت عليهم قضية قومك ازيد من قرنين من الزمان ...لو كانت هذه القضية كومة حب قمح لكان النمل قدر رحلها من مكان لآخر ايمانا بسيدنا سليمان خلال شهر من الزمان فقط ..انظر واعلم ان عدوك ليس هو اليهود ي لان جارتنا اليهودية فضلت ان تعود لتعيش هنا على ان تعيش بوطن مجرم يستبح عرض المسلمة ويبقر بطن الحوامل ويحرق الشيوخ والأطفال احياء حتى يطمسون هوية بلدك ... وان يهود في العالم خرجوا للشوارع ليصرخوا ويقولون ان اسرائل لا تمثلهم حتى ولو كانوا يهودا .اعلم ان عدوك ليس هو المسيحي لان جليا بطرس يا ما بكت واستنفرت العرب لتحرير فلسطين لكن هؤلاء كانوا دائما في ليالي الأنس ليس بفينا إنما بكبريهات أوطانهم وكزينهات جيرانهم ... وهذا الطبيب المسيحي السويدي الذي ترك عيادته المكيفة ليدخل التراب الفلسطيني عبر التراب الاسرائلي بعد ان منعته مصر المسلمة من العبور عبرها الى غزة لينقذ الاطفال والشيوخ .اعلم فقط ان عدوك هو اسرائيل التي تقصف الابرياء وتبكي امام الاعلام الغربي لتصبح الضحية بعد ان كانت الجلاد والسفاح الذي يستهويه شرب دم الابرياء ونهش اجساد العزل ....انظر كيف اثث الاسرائليون ارضنا بأشلاء اخوتنا وأبنائنا وسمموا آبارنا دون ان تكون بقلوبهم ادنى ذرة انسانية .....ترى من المسئول عن هذا الوضع يا ابني ؟
سؤال طرحته الام بغباء على طفل بريء لم يرى من الحياة الا أشلاء اعمامه وأخواله بوطنه الام .تعلم انه لن يستطيع الإجابة على سؤالها إن عجزت هي عن الاجابة عنه وهي من تحمل دكتوراه في التاريخ المعاصر وتخصصت في العلاقات الدولية الحديثة ...هي عجزت عن الاجابة عنه لأنها لم تستطع ان تصنف من هو العدو الحقيقي لبلدها ؟ عرب يصرخون في مؤتمراتهم وينددون بالعدوان الاسرائلي على غزة صباحا ويجلسون في خمارة الاسرائليين ليلا ليوقعون اتفاقيات تبادل المصالح ويهربون اموالهم خارج اوطانهم لأبناك اسرائلية لتستثمرها في تنمية بلدهم ولبناء مستوطنات بعد ان مسحوا ارض الوطن بأجساد سكانها وغسلوها بدمائهم الزكية ....ليستثمروا اموال العرب في بحوث علمية هدفها طمس الهوية الفلسطينية بجل الوسائل . من هو عدوها الحقيقي ؟ من هو عدو الانسانية جمعاء هل اسرائيل أم داعيش ؟ هل الاسلاميون المتطرفون أم الاسلاميون المتطبعون ؟ هل العرب انفسهم أم الغربيون ؟ حيرة تقضي مضجعها ولا تجد لها جواب يشفي غليلها .فالمسيحيون الذين يقودون الان المظاهرات بالشوارع الدولية اجدادهم بالأمس هم من وقع اتفاقيات اقتسام الكعكة الفلسطينية في وعد بلفور بالأمس.. ويهود الامس الذي اعتبروا فلسطين أرض الميعاد اليوم أغلبهم فروا في اتجاه دول العالم تاركين ورائهم الاشكنيز يفصلون الاجساد البريئة كما ارادوا واشتهوا . من ؟ ومن ؟ كل الطرق افترقت واختلطت في نفس الوقت.. ....
تمتمت بدون اكتراث ...ربما نحن الفلسطينيون اعداء انفسنا حين انقسمنا ونحن العرب من يدرس الاطفال في المدارس ان الاتحاد قوة ؟ اي حماقة هذه حين يقدم القادة الأبرياء قربانا للوطن ويفرون ليختبئوا بفنادق فاخرة بعيدا عن القذائف .....
اه يا غزة يا عزة الوحيد الذي خدمك بروحه ودمه هو ياسر عرفات ...لكن لا عليك يا بني ان البيوت تهدم على اجساد الأبرياء لتصبح أحجارا في كف الأحياء نقذف بها دبابة العدو لنقول لهم اننا شعب لا يقهر لأننا من ذرية الفينيقس كلما أصبحنا رمادا سنولد من جديد ...لا عليك يا بني ابتسم فقط . اني مسافرة غدا للوطن عائدة وأنا كلي اصرار على ان ارمي العدو بأحجار بيت جدك وإن انتهت الأحجار سأرميهم بحذائي ...اني سأصلي فوق أنقاض بيتنا وسأنام تحت سماء وطننا لا ترهبني صواريخهم حين تمطرني بقذائفها ...سأتركك هنا وديعة يا بني بين أهلك وعشيرتك الثانية لاني أعلم أني امنت عليك من أثق بهم لأنك انت رمز المستقبل ...لكن تذكر أن الموت لا يخيفنا وأن المسألة مسألة وقت فقط ....عائدة اليك يا غزة وأعلم أيها العدو انه كلما قتلت عشرة أبرياء سيعود الى أرض الوطن مائات واحد اخر ليس فقط لأنهم فلسطينيون ولكن لأنهم يؤمنون بالقضية الفلسطينية باختلاف اديانهم ...اعلمي يا اسرائيل ان غدا سيستيقظ الضمير العالمي ويعود لأرض ميعادكم كل لنصرتنا نحن الضعفاء حفدة فلسطيني الشتات كل من يؤمن بقضيتنا الانسانية كقضية عادلة فنحن فصيلة بشر نعيش على أمل غذ يحمل بركان غضبنا ليحرق كل ما هو جميل في حياتك ايها العدو ......
انهت السيدة آمال كلامها لتحمل هاتفها .
- الوا السيد منتصر عمت مساء كيف هو حال الاطفال بدار الايتام .
- بخير سيدتي ، هل ستنزلين غدا معنا اننا سننظم اكبر تظاهرة بشوارع الرباط نندد فيها بالهجوم الصهيوني على غزة
- نعم سيدي وسينزل معي ابني فائز اريد ان التقط معه صورا تذكارية وانا احمله على كتفي وسط المتظاهرين . سأتركه امانة بينكم مع اطفالنا الفلسطينيين هنا بدار الايتام وسأعود للوطن ....
- سيدتي لا تفعلين هذا نحن بحاجة اليك هنا لتعرفين بقضيتنا بين الطلبة وتؤطرينهم لديك خبرة طويلة لا نريد ان نخسرها
- ابدا سيدي إن الوطن الان بحاجة إلي اكثر من قبل ، لا تنسى ان العشرين سنة التي امضيتها في التدريس بالجامعة كانت كافية لتخرج افواج عديدة لتحمل المشعل من بعدي في الكفاح وان عدت للوطن سيكون همهم للحفاظ على حياتي هناك أكثر بتحريك الرأي العالمي لست انا احسن من ذلك الدكتور السويدي الذي ترك كل ما يملك من اجل غزة ...وان توفيت احكي لأطفالنا حكايتي كل ليلة قبل أن يناموا ...إن الماضي لا يدفن بل تحمله أمواج المستقبل كقطعة فلين وسط بحر السياسة ....اننا لا نحتاج لبشر كثير بقدر ما نحتاج الى بشر يؤمن بقضيتنا ويستشهد من اجلها ...غذا المسلمون والمسيحيون واليهود سينتفضون ضد اسرائيل لانها لا تمثل الا ذاتها ونزوة أشرار استهوتهم السلطة والنفوذ ....
اغلقت آمال السماعة بعد ان وعدت السيد على الخروج في الغد للتظاهر وذهبت لتوضب حقيبة طفلها الذي لا يتعدى عمره الخمس سنوات ووضعت له بها مجموعة صور والده وإخوته وعائلتها التي استشهدت بفلسطين وصور عرسها بوالده وهي تلبس كسوة العرس البيضاء مخضبة بالدماء وهي تحتضن بين يديها نعش اخيها وحولها جثث المدعوين بعدما اصابهم صاروخ العدو وهم يحتفلون بزفافها يوم عيد الاضحى. صورة التقطها لها زوجها بعد ان بثرت ساقاه في تلك اللحظة ليوثق آلاما لا يعرفه إلا اهل غزة .وكتبت له رسالة كتب عليها : تذكر ان التاريخ لا يدفن الماضي ولا يغير المستقبل ولكن نحن من يصنع ذلك المستقبل .........خيرة جليل
جلست السيدة امال وهي ترتجف من شد الخوف والغضب امام تلفازها في انكسار ...ما عساه تفعل في هذه اللحظة وبلدها الام غزة تتعرض للقصف الاسرائلي الوحشي والرهيب ...ما عساه تفعل وهي لاجئة ببلد ثاني يعيلها ويضمد جروحها ...ما عساها تفعل وهي استاذة التاريخ المعاصر وتدرس طلابها تاريخ الصراع العربي الاسرائلي وتوضح لهم ان بداية محنة وطنها تعود للقرن التاسع عشر مع اول مؤامرة ليهود العالم ببال على يد الصهيوني تيودر هرتزل .ما عساها تخبرهم عنه وهي من قالت ان السرطان الاسرائلي الذي ينهش غزة اليوم كان بن غوريون من زرعه بخبث تحت الرعاية البريطانية والفرنسية والروسية والعالم بأجمعه ....تتابع القصف الرهيب وتجبر طفلها الصغير على ان يرى جثث الاطفال والشيوخ والنساء والشباب تتهاوى تحت الانقاض .....تقول له بانكسار " ابدا ابني اني لست خائنة لشعبي ان كنت اليوم انا هنا ابكي الى جانبك بالمغرب وعائلتنا وأسرنا تدفن تحت الانقاض ........لست خائنة لقومي ان كنت قد فضلت ان ادرس بالجامعات الدولية قضية شعبي وأحبابي وأصدقائي يقدمون ارواهم قربانا للوطن ،انما اني احمل قضيتي الى العالم بمحاضراتي وكتابتي ..انر بني انهم يقتلون الشيوخ لأنهم رمز ذاكرة وطنك ،انهم يقتلون الاطفال مثلك لأنهم رمز المستقبل ،انهم يقتلون النساء لأنهم رمز الخصب والعطاء واستمرار المقاومة ،انهم يقتلون الشباب لأنهم روح المقاومة ،انهم يقتلعون اشجار الزيتون بعد ان قطعوا عنها مياه الري فقررت ان ترتوي بدم الشهداء وتنتج زيتونا تسيل زيته لتصنع منه قناديل المقاومة حين يقطعون عنهم الكهرباء ويصنعون منه مرهمات حين يحرقون بنار القذائف ...انظر ابني وتذكر واخجل من قوم اسمهم عرب استعصت عليهم قضية قومك ازيد من قرنين من الزمان ...لو كانت هذه القضية كومة حب قمح لكان النمل قدر رحلها من مكان لآخر ايمانا بسيدنا سليمان خلال شهر من الزمان فقط ..انظر واعلم ان عدوك ليس هو اليهود ي لان جارتنا اليهودية فضلت ان تعود لتعيش هنا على ان تعيش بوطن مجرم يستبح عرض المسلمة ويبقر بطن الحوامل ويحرق الشيوخ والأطفال احياء حتى يطمسون هوية بلدك ... وان يهود في العالم خرجوا للشوارع ليصرخوا ويقولون ان اسرائل لا تمثلهم حتى ولو كانوا يهودا .اعلم ان عدوك ليس هو المسيحي لان جليا بطرس يا ما بكت واستنفرت العرب لتحرير فلسطين لكن هؤلاء كانوا دائما في ليالي الأنس ليس بفينا إنما بكبريهات أوطانهم وكزينهات جيرانهم ... وهذا الطبيب المسيحي السويدي الذي ترك عيادته المكيفة ليدخل التراب الفلسطيني عبر التراب الاسرائلي بعد ان منعته مصر المسلمة من العبور عبرها الى غزة لينقذ الاطفال والشيوخ .اعلم فقط ان عدوك هو اسرائيل التي تقصف الابرياء وتبكي امام الاعلام الغربي لتصبح الضحية بعد ان كانت الجلاد والسفاح الذي يستهويه شرب دم الابرياء ونهش اجساد العزل ....انظر كيف اثث الاسرائليون ارضنا بأشلاء اخوتنا وأبنائنا وسمموا آبارنا دون ان تكون بقلوبهم ادنى ذرة انسانية .....ترى من المسئول عن هذا الوضع يا ابني ؟
سؤال طرحته الام بغباء على طفل بريء لم يرى من الحياة الا أشلاء اعمامه وأخواله بوطنه الام .تعلم انه لن يستطيع الإجابة على سؤالها إن عجزت هي عن الاجابة عنه وهي من تحمل دكتوراه في التاريخ المعاصر وتخصصت في العلاقات الدولية الحديثة ...هي عجزت عن الاجابة عنه لأنها لم تستطع ان تصنف من هو العدو الحقيقي لبلدها ؟ عرب يصرخون في مؤتمراتهم وينددون بالعدوان الاسرائلي على غزة صباحا ويجلسون في خمارة الاسرائليين ليلا ليوقعون اتفاقيات تبادل المصالح ويهربون اموالهم خارج اوطانهم لأبناك اسرائلية لتستثمرها في تنمية بلدهم ولبناء مستوطنات بعد ان مسحوا ارض الوطن بأجساد سكانها وغسلوها بدمائهم الزكية ....ليستثمروا اموال العرب في بحوث علمية هدفها طمس الهوية الفلسطينية بجل الوسائل . من هو عدوها الحقيقي ؟ من هو عدو الانسانية جمعاء هل اسرائيل أم داعيش ؟ هل الاسلاميون المتطرفون أم الاسلاميون المتطبعون ؟ هل العرب انفسهم أم الغربيون ؟ حيرة تقضي مضجعها ولا تجد لها جواب يشفي غليلها .فالمسيحيون الذين يقودون الان المظاهرات بالشوارع الدولية اجدادهم بالأمس هم من وقع اتفاقيات اقتسام الكعكة الفلسطينية في وعد بلفور بالأمس.. ويهود الامس الذي اعتبروا فلسطين أرض الميعاد اليوم أغلبهم فروا في اتجاه دول العالم تاركين ورائهم الاشكنيز يفصلون الاجساد البريئة كما ارادوا واشتهوا . من ؟ ومن ؟ كل الطرق افترقت واختلطت في نفس الوقت.. ....
تمتمت بدون اكتراث ...ربما نحن الفلسطينيون اعداء انفسنا حين انقسمنا ونحن العرب من يدرس الاطفال في المدارس ان الاتحاد قوة ؟ اي حماقة هذه حين يقدم القادة الأبرياء قربانا للوطن ويفرون ليختبئوا بفنادق فاخرة بعيدا عن القذائف .....
اه يا غزة يا عزة الوحيد الذي خدمك بروحه ودمه هو ياسر عرفات ...لكن لا عليك يا بني ان البيوت تهدم على اجساد الأبرياء لتصبح أحجارا في كف الأحياء نقذف بها دبابة العدو لنقول لهم اننا شعب لا يقهر لأننا من ذرية الفينيقس كلما أصبحنا رمادا سنولد من جديد ...لا عليك يا بني ابتسم فقط . اني مسافرة غدا للوطن عائدة وأنا كلي اصرار على ان ارمي العدو بأحجار بيت جدك وإن انتهت الأحجار سأرميهم بحذائي ...اني سأصلي فوق أنقاض بيتنا وسأنام تحت سماء وطننا لا ترهبني صواريخهم حين تمطرني بقذائفها ...سأتركك هنا وديعة يا بني بين أهلك وعشيرتك الثانية لاني أعلم أني امنت عليك من أثق بهم لأنك انت رمز المستقبل ...لكن تذكر أن الموت لا يخيفنا وأن المسألة مسألة وقت فقط ....عائدة اليك يا غزة وأعلم أيها العدو انه كلما قتلت عشرة أبرياء سيعود الى أرض الوطن مائات واحد اخر ليس فقط لأنهم فلسطينيون ولكن لأنهم يؤمنون بالقضية الفلسطينية باختلاف اديانهم ...اعلمي يا اسرائيل ان غدا سيستيقظ الضمير العالمي ويعود لأرض ميعادكم كل لنصرتنا نحن الضعفاء حفدة فلسطيني الشتات كل من يؤمن بقضيتنا الانسانية كقضية عادلة فنحن فصيلة بشر نعيش على أمل غذ يحمل بركان غضبنا ليحرق كل ما هو جميل في حياتك ايها العدو ......
انهت السيدة آمال كلامها لتحمل هاتفها .
- الوا السيد منتصر عمت مساء كيف هو حال الاطفال بدار الايتام .
- بخير سيدتي ، هل ستنزلين غدا معنا اننا سننظم اكبر تظاهرة بشوارع الرباط نندد فيها بالهجوم الصهيوني على غزة
- نعم سيدي وسينزل معي ابني فائز اريد ان التقط معه صورا تذكارية وانا احمله على كتفي وسط المتظاهرين . سأتركه امانة بينكم مع اطفالنا الفلسطينيين هنا بدار الايتام وسأعود للوطن ....
- سيدتي لا تفعلين هذا نحن بحاجة اليك هنا لتعرفين بقضيتنا بين الطلبة وتؤطرينهم لديك خبرة طويلة لا نريد ان نخسرها
- ابدا سيدي إن الوطن الان بحاجة إلي اكثر من قبل ، لا تنسى ان العشرين سنة التي امضيتها في التدريس بالجامعة كانت كافية لتخرج افواج عديدة لتحمل المشعل من بعدي في الكفاح وان عدت للوطن سيكون همهم للحفاظ على حياتي هناك أكثر بتحريك الرأي العالمي لست انا احسن من ذلك الدكتور السويدي الذي ترك كل ما يملك من اجل غزة ...وان توفيت احكي لأطفالنا حكايتي كل ليلة قبل أن يناموا ...إن الماضي لا يدفن بل تحمله أمواج المستقبل كقطعة فلين وسط بحر السياسة ....اننا لا نحتاج لبشر كثير بقدر ما نحتاج الى بشر يؤمن بقضيتنا ويستشهد من اجلها ...غذا المسلمون والمسيحيون واليهود سينتفضون ضد اسرائيل لانها لا تمثل الا ذاتها ونزوة أشرار استهوتهم السلطة والنفوذ ....
اغلقت آمال السماعة بعد ان وعدت السيد على الخروج في الغد للتظاهر وذهبت لتوضب حقيبة طفلها الذي لا يتعدى عمره الخمس سنوات ووضعت له بها مجموعة صور والده وإخوته وعائلتها التي استشهدت بفلسطين وصور عرسها بوالده وهي تلبس كسوة العرس البيضاء مخضبة بالدماء وهي تحتضن بين يديها نعش اخيها وحولها جثث المدعوين بعدما اصابهم صاروخ العدو وهم يحتفلون بزفافها يوم عيد الاضحى. صورة التقطها لها زوجها بعد ان بثرت ساقاه في تلك اللحظة ليوثق آلاما لا يعرفه إلا اهل غزة .وكتبت له رسالة كتب عليها : تذكر ان التاريخ لا يدفن الماضي ولا يغير المستقبل ولكن نحن من يصنع ذلك المستقبل .........خيرة جليل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire