زهرة الليلك ............من مجموعة قصص يتيمة ....خيرة جليل
جميلة انت يا زهرة الليلك حين اتأملك بعيدة عن جسدي وأنت تتنقلين بين لوحاتي وقصائدي وقصصي و كم انت عنيدة وأبية .لكن تبقين انت نفسي وأنا الخشبة التي يحلو لك ان تمرحي فوقها وتترنمين بأحزانك متحدية كل الانكسارات وتلعقين جروحك رافضة ان تتقبلي شفقة من طعنك وأنت ادرى الناس ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهند كما قالت العرب قديما .هكذا اتجرد منك لأراقب خطواتك المتأنية واعرف انك تحملت آلاما تشبه آلام الحرق حيا ، ورغم ذلك تنفتين الرماد عنك لتنبعثين من جديد فأصبحت فنيقسا يصعب التكهن بوفاته لأنه خالد في زمن كثر فيه التنكر للمبادئ والقيم والأصول .....تتقدمين وأنت اكثر جرأة من ذي قبل ....وأنت اكثر تمردا ويقينا مما تفعلين لأنك ادركت ان لديك رسالة مقدسة لا يدركها الا من شرب من نفس النبع الذي ارتويت منه . انه نبع الخلود الفكري والذي ليس بإمكان اي كان ان يعتلي عرشه المقدس ،لان ولوج عالمه هو طقس من طقوس التعبد .........فهنيئا لك نفسي بي وهنيئا لي بك .......فيكفيني شرفا ان نعتلي عروش بعضنا بنخوة وعز.......
هذه قصتك نفسي ايتها الزهرة التي أحبها الناس لجمالها الأخاذ ورقتها . إنها رمز التفتح في فصل الربيع بألوانها البنفسجية والبيضاء والأرجوانية الشاحبة التي تعكس رقتها بأريجها العبق وبأزهارها المتدلية وأوراقها التي تشبه شكل القلب و التي لا تزال تحظى بدلال الجميع.
فعلا إن رزمانة ذاكرتي المرهقة ترفض التهجين لعلمها أن الكمال شأنه شأن الخلود ثمار يصعب قطافها لأنها لا تخضع لمنطق الفصول السنوية .... فكل الاشياء في هذا الكون تأخذ وقتها الكافي للنمو والنضج ....ومن نضج قبل اوانه يستهلك قبل اوانه ... فلماذا نتسابق على اشياء لم يحن الوقت بعد لقطافها ؟ فجمال الاشياء في صيرورتها العادية فلو كان الصيف قبل الربيع ما كان في الحصاد ثمار ....مرات عديدة تساءلت بغباء ، كيف نهدي لشخص ورودا في مجتمع لا زال لم يشبع جوعه من الخبز ....؟ كيف يدرك قيمة التوليب وهو لم يعرف بعد لون الخبز الابيض !
كم من مرة ابلع كبسولة فن طائش للحصول على طاقة دافعة فوق المعتاد لينفد مكوك خيالي الى كوكب أفلاطوني يستوعب حمق بشرية تخجل من بعضها البعض ولا تستحي من خالق أكرمها وكرمها فوق جميع المخلوقات.....فعلا إن أكبر خسارة في حياة الفرد أن يخسر احترامه لنفسه وذاته ....فمهما حقق من ثروة وشيد من قصور لن يستطيع تشييد ذاته المتكسرة بعد فقدانه لكرامته واحترامه لها فترميم النفس المنكسرة اصعب من ترميم سيارة مهترئة .......فبلورات النفس الشفافة تحتاج لعناية خاصة ........ورغم ترميمها فهي لا تعود لحالتها الاولى بشفافيتها ، لكن رغم الاعوجاج والعتمة فهي تعود أكثر قوة من السابق وأكثر صلابة .......نعم يعود الفينيقس للحياة وهو يعلم انه تعرض للاحتراق ليولد من جديد لكن هل يستطيع ان يحرق كل ما تحمله ذاكرته من آلام لتولد له ذاكرة جديدة ؟ لا أظن ذلك إنما الذاكرة هي الخزان الوحيد الذي يصعب إفراغه من كل الرواسب المؤلمة ومع ذلك تستمر الحياة ... رحمك الله ايها الملك الراحل الحسن الثاني كنت فيلسوفا وسط قوم جهل . صدقت حين قلت ان كل ضربة إن لم تقتل تقوي ...فأهلا بالضربات مادامت دروس من نوع أخروالأيام العصيبة هي التي تكشف لك معدن من تتعامل معه .الكل يتعامل بأصله ولكن هناك من يضعه القدر في طريقك ويكون حالة استثناء لان كل الاشياء في هذا الكون نسبية مادامت احكامنا تكون عادة مسبقة ومطلقة ولا تنبني على قاعدة ثابتة.نعم الكل يردد أنك ان طعنت في ظهرك هذا يعني أنك في المقدمة ، اقول عفوا ليس بالضرورة ذلك ولكن هذا يعني أنك طعنت من طرف من تثق فيه أكثر وأمنته على ظهرك...
ليس النجاح أن تحصل على دكتوراه في دراستك وتمتلك كل وسائل العيش و الترفيه ولكن النجاح هو ان تكون ناجحا في حياتك المالية والاجتماعية والعاطفية وسط مجتمع يقدرك وتقدره ، نعم يحترمك وتحترمه ..ما فائدة ان تحمل دكتوراه وتملك قصرا لكن لا يكون لك أطفالا و اصدقاء وأحبة يشاطرونك حياتك تلك ؟ إن المال وسيلة للعيش وليس هدفا للعيش .....فالسعادة هي ان تصرف ذلك المال مع من تحب وليس ان تكدسه في الخزائن بعيدا عن من تحب.....ومع ذلك نتفاءل في هذه الحياة حتى نستطيع ان نتقدم في خطانا لان التفاؤل باب يدخل منه كل شيء جميل....فتمنوا الاماني الجميلة وظنوا بالله اجمل الظنون .....فالله ما خلق شيئا باطلا ...فالأمل يمنح فسحة التفاؤل ..والتفاؤل يفتح الطرق المسدودة ...فلنمنح انفسنا افاقا جديدة بالتفاؤل اذن.
فكم هو جميل ان تتحكم في عواطفك في لحظة نزوة... وفي تصرفاتك لحظة ارتباك ....وفي ردود فعلك لحظة غضب .. .. وفي دموعك لحظة ضعف ..فتلك قمة قوة الشخصية. وأنت من ستجعل الخصم يرتبك في لحظة مواجهة.لقد رأيت الكثيرين يغيرون جلودهم لإرضاء نزوات البعض ، فاحتفظت بجلدي لاني اريد أن ارضي نفسي فقط فسيأتي يوم ما سيجدون أنفسهم قد تمزقت جلودهم لأنها رفضت الانصياع لنزواتهم المتكررة......
نعم كثيرا ما تعاندني ظروفي فازداد انتشاء .فارتشف من كاس النذالة جرعة تحدي لعلني اتغلب على فصيلة ذئاب .لقد وجدت بشرا استذأبوا فخانتهم الشجاعة لافتراسي فجروا ذيول خيبتهم لينضموا الى فصيلة الكلاب الضالة .فضحكت حتى سالت دموعي على خدي فسألوني عن السبب قلت : سبحان الله انتم بشر لا الذئاب ولا الكلاب رضيت عنكم فكيف أحزن مِن مَن اصبح خارج نطاق التصنيف فعلى الاقل انا انثى بحجم امرأة تقول بكل جرأة إلى الجحيم حتى ولو تكن ابن بطني ...فلا شيء يعوض كرامة الفرد .....
كم من مرة في لحظة ضعف وغضب احسست بحاجة لعود ثقاب لأحرق كل أوراق الذكريات الحزينة بقلبي .أحسست اني بحاجة لمطرقة لأحطم الطوطم المقدس الذي بنيته بذهني للذين قاموا بأذيتي . أحسست برغبة لتكسير مزهرية الثقة التي زخرفتها لأقرب الناس الى قلبي .لملمت خيبتي ولم ابكي لاني أدركت اني لست بحاجة الى كل تلك الاشياء ، نما أنا بحاجة لأن اضع يدي بيد زوجي وأتقدم بنخوة وحبور وأكثر ثقة من ذي قبل ، تاركة وراء ظهري جميع الذين كشروا عن انيابهم وحاولوا افتراسي ظانين بعقولهم الضعيفة أنهم سيضغطون علي لأتراجع عن بعض القرارات التي اتخذتها بكل شجاعة ونسوا أن من تربى بين السندان والمطرقة لا يهمه دق الطبول ولا نفير المزامير التي يتسلى بها المهرجون في حفلات الدجالين . فتلك هي انا ، شجرة عليق أنا لا تنبت الا على حافات الاجراف وبين الصخور الصلبة ويصعب على ضعاف القلوب الوصول اليها ولا يجرؤون على الدوس فوقهابإقدامهم ، وإن سولت لهم نفسهم الضعيفة ذلك كان مصيرهم أن تكسرت رقابهم على حافتي بدون ادنى شفقة أو رحمة ..
كم من مرة كفنت أحزاني بألوان فرشاتي بين ثنايا لوحاتي ..ودفنتها بين كلمات اشعاري ......لكن اكتشفت أن هناك من يعشق رائحة الجيف ويحب نبش القبور .فما كان مني إلا ان اهديته صندوق قماماتي لعله يعثر فيه على ما يتسلى به إلى حين أن يدرك تفاهة عمله فيهرب منها كما تهرب الهررة الضالة من حاويات القمامة كلما افزعها كلب ضال ينافسها في بحثها عن ما تقتات به من نفايات لا تصلح حتى لإعادة التدوير...
لا أحد يعوض الذي راح بدون رجعة ... لان لكل واحد بصمته الخاصة في حياتنا .وكل واحد خلق لشيء معين في مجريات الاحداث بحياتنا . فعبثا نداعب النسيان لكن سيظلون خالدين بقلوبنا . لازلت أحس بدفء أنفاس والدي الاخيرة وهو في غرفة الانعاش السنة الماضية وأنا اقبل جبينه وصدره ...ولازلت احس ببرودة جسد عمي وأنا احتضنه بين ذراعي بسيارة النجدة بالأسبوع الماضي . ومع ذلك احس بهم يتحركون داخل جسدي المرهق وكأنهم لم يغادرون عالمي أبدا .أحس وكأنهم يراقبونني من وراء ستار ولا يراهم أحد غيري .وكأننا خلقنا بروح واحدة فأشاغب في كتابتي حتى يبتسمان بفخر ويقولان هذه هي المشاكسة والمشاغبة التي ربيناها وحملناها على أكتافنا ومع ذلك أرفض في هذه اللحظة أخذ الهاتف وأن أكلم أمي او زوجة عمي لأحدثهن عن ما أحس به. كثيرون هم الاشخاص الذين تقاسمنا معهم لحظات فرح وحزن لكن قليلون منهم فقط من يظل مخلصا لتلك الذكريات ......
احيانا احس بفراغ نفسي وعزوف عن اي شيء لا لشيء إلا لان الرفقة التي تفهمني لم تعد الى جانبي والى الابد. الكثير يعلم انني مرحة في حياتي ولدي حس فكاهي لكن لا يدركون ان حزني أعمق من المحيط لاني استوعب كل ما يدور حولي بحس الفكاهة الساخرة حتى يذوب ثقل الاشياء التي أكرهها .فأنتشي في حياتي وتزيد أفكاري غزارة وبذلك أكتب كل ما يعجبني بجرأة التمرد فتكون بنات أفكاري أزهار توليب لا تنبث إلا بقطب ذهني المتجمد والذي يحتاج الأخر عشرات الرحالات الاستكشافية بين أحرفي وكلماتي حتى يستطيع توطينه في خريطة ذهني فقط ............
نعم إن جميع الألوان تليق بي لاني من طينة شعب يتكون من جميع الاطياف ومنفتح على جميع الثقافات ويحترم جميع الديانات فكيف لا أكون امتدادا لظله في ساحة كثر فيها التمويه والتعتيم ؟ ألا يجدر بي أن أكون فخورة بما أنا عليه ؟ بلى ، إنما نحن غصن من شجرة جذورها تتوغل كما قال الراحل الملك الحسن الثاني في تخوم افريقيا لتمتد باغصانها نحو أوربا ...فلنقدس معتقداتنا ونحترم ذواتنا باختلاف خصائصها ومكوناتها لانها مصدر غنى لنا .فمهما اختلفنا يجمعنا وطن غني بحبنا واحترامنا وتكريمنا لبعضنا البعض.
كم من مرة اخذت هاتفي واعتذرت الى كل من أسأت اليه عن قصد او غير قصد لكن ولا مرة واحدة اعتذر لي أحد من كل من جرحني وظلمني . لقد تمنيت ولو لمرة واحدة يفعلها احد في حقي .ومع ذلك التمست لهم العذر لاني أعلم أن فلسفة الاعتذار والرحمة والرأفة والتماس العذر للأخر هي الفلسفة التي تنعدم في مجتمعاتنا العربية لأننا نعيش جفافا وقحطا عاطفيا سببه الغيرة المرضية والبنية الفكرية الضعيفة التي تعتبر الاعتذار نوعا من الضعف ولم تدرك بعد أن قوة الشخصية تتجلى في ان تتغاضى عن أخطاء الاخر وتسامح وتصفح وتستمر في التقدم حتى تمنحه فرصة الاحساس بالندم والذي هو نار تحرق الفرد من الداخل بدون دخان فيصبح له حس تقدير الاشياء قبل وقوعها وتنمو بداخله مسؤولية تقدير العواقب لكل تصرف يقدم عليه ....
إذا كنت في حضرة من يظن نفسه الوحيد الذي يفهم في كل شيء فمن الأحسن أن تتظاهر بالغباء ولا تجادله ابدا .فجل محاولتك في مجاراته في حواراته ستزيده غرورا . اعلم فقط أن الناس أقلام وشموع وسكاكين .....فالأقلام يسطرون ويرسمون لك الاشياء الجميلة والشموع يضيئون لك الطريق بأفكارهم ويضحون بحياتهم من اجلك والسكاكين لا يستطعون إلا الطعن في ظهرك فاللهم قينا شرهم .
كثيرة هي المتاهات والمطبات التي تفاجئك في الحياة .لكن الذكي هو من يخرج منها بأقل خسارة ممكنة وقد استفاد من شيء معين فيها .كثيرة هي الاشياء التي وددت ان احدثكم عنها لكن ما عساني ان أخبركم عنه وكل جسدي ينزف من طعنات لا اعلم من يوجهها لي وكأني احارب شبحا يراني ولا أراه ...كل ما اعرفه اني كلما مررت بتجربة يومية زادت جروحي نزيفا ............
أتابع طريقي وأنا ابتسم باستهزاء لان ما يضحكني أنه كلما تحدثنا عن الذهب سال لعاب الطامعين وكلما تكلمنا عن الاخلاص والإيمان برقت أعين المنافقين. فأحسست اني غريبة قومي أو أنني جئت الى هذا العالم صدفة او خطأ من القدر .إني لست ممن يندب حظه العاثر ،ولكن ممن يغير وضعه حتى لا يعثر حظه .لكن رغم ذلك لا أعرف لماذا يجتاحني فراغ ذهني كلما قررت أن أكون مجرد أنثى رغم أن هذه الانثى هي رمز العطاء والخصب ... اني حين أكون بإحساس المرأة أوكل لنفسي مهمة التفكير والتدبير وبعد البصير .لكن حين أكون بإحساس الانثى أقرر ان استأثر بقلب حبيبي فقط فينتهي العالم عندما افتقده الى جانبي . حتى اني إن أقرر أن انسحب من نفسي فلن أستطيع أن اكون إلا انا .
اني احترم نفسي إلى درجة العبادة لاني أعلم أن احترام الذات هو المشروع الوحيد الذي يجب أن يستثمر فيه الفرد بدون ترددواعلم اني حين اقوم بشغب طفولي أدرك حينها اني اعيش لاني استطعت أن أتحرر من رقابة الاخر رغم أن المرأة لازالت تحت المراقبة والعديد لازال يحتج على أن شعرها بدون غطاء وخصرها واضح للعيان .... ونحن نعلم أن المشكل ليس في منظر المرآة المستفز أصلا ولكن المشكل في الفكر الرجولي المترصد لهفواتها وزلاتها وكأن العالم كله يتوقف عند المرآة أو ان مشاكل العالم اساسها المرأة . فإذا سألت اي رجل عن هل يفضل زوجته أن تكون في بيتها فيلسوفة أم راقصة ؟ لفضلها راقصة حتى يظل هو فيلسوفها بامتياز والعارف لكل شيء والآمر بكل بشيء لأنه يرى فيها منافسا قويا له في البيت والمجتمع ككل إن فكرت بعقلها .ولا يدرك ان في الحياة ليست هناك منافسة بين الرجل والمرأة وإنما هناك تكامل في الادوار فيما بينهما .إني لا انادي بالمساواة بينهما بقدر ما اطالب بالعيش الكريم لهما واحترام بعضهما لادوار كل واحد منهما في الحياة .
.سألتزم الصمت ربما ارحم لي حتى لا اكون مغرورة لاني يا ما تعجبت من حين يسكت الضالعون في العلم ويتبجح الفارغون فوق المنصات. لكن ما قيمة أفكارنا ان دفناها في صمت وإن لم تكن قنطرة لتحقيق أحلامنا .إن كل تصرف يجب ان يكون نابعا من قناعة شخصية وإلا بماذا نتميز عن الحيوان.فليس الدين بلحية طويلة ولا بخمار أو جلباب قصير وإنما الدين بالمعاملة والسلوك الصادق لوجه الله .وليس جميلا ان تكون حقودا على الاخر مهما كان تصرفه ،لأنك لن تحرق إلا نفسك حين تلعب بنار الكراهية ..أعلم فقط أن خناجر الكلمات تغتال القلب قبل أن يسقط الجسد ارضا ...لكن يجب أن نتحلى بالشجاعة والنزاهة والصدق لان كل من تغذى بالخيانة سيتعشى بالفُجر والرذيلة... لماذا نبدل طاقة كبيرة في الشر ونحن نحتاج للخير اكثر ؟
أحيانا نطرق ابوابا نحن في غنى عنها لقلة الايمان بالله والثقة في الذات فقط..... فلنروض مخاوفنا حتى تصبح جسرا يسهل لنا العبور الى ضفة احلامنا مع شركاء حياتنا اليومية فكثيرون هم الاشخاص الذين وجودهم في حياتنا مثل زهرة القرنفل ، يزينون ويعطرون ويعقمون الأجواء وغير متكلفين في علاقاتهم بنا لكنهم ناذرين..........
إني اقول للرجال إن الطقوس الاجتماعية تفرض علينا العطاء للعطاء ....فأي عطاء منحتم للآخر حتى تطالبونه بأشياء لم تمنحونه إياها اصلا ؟ كما اقول للنساء إن الجسد مقدس لأنه هبة الهية ....لا تستبيحوه فحمولته ارقى بكثير مما تظنون في التمثل الذهني الجماعي فلك الحق فيه بقدر ما عليك واجب كبير فيه .
نعم فمهما كانت البحار والمحيطات عميقة فنفسي أعمق منها لأنها تستوعب قلبي بثقله وعالمه. ان العديد من اصدقائي قالوا : إننا بوصفنا أشخاصا نحس أننا نختار ونريد ، لكن نختار ونريد مما هو مفروض ومحتوم علينا لكن الواقع اني أرى أننا نحن لا نختار ولا نريد حتى وإن لم يكن مفروضا ومحتوما ،لكن نحن نحتج ونرفض دائما لأننا نريد دائما الرفض والاحتجاج فقط ولدينا عقلية رافضة لكل شيء حتى وان كان ذلك في صالحنا .فيغيب الحوار رغم ان قوة الحوار يستمدها من صدق اطرافه وحسن نواياهم لتقبل الاخر ....
اتابع طريقي وأنا اتقدم بخطى بطيئة ولكن أكيدة . أتأمل نفسي وذاتي .احس وكأن الالام تعاقدت مع الحزن ضدي ومع ذلك ابتسم نكاية في اليأس ..... و حين ضاعت ابتسامتي بين دروب القدر أدركت أن الحزن قسمة ونصيب وأن السعادة نحن من يصنعها انتقاما من القدر في حد ذاته. فمهما كانت الحياة قاسية فهي ليست أقسى من موت الاحبة الذين تقاسمت معهم ذكريات الطفولة... اني لا أعرف اين كنت في خريطة الالام ؟ ولكن أعرف أني كنت فقط.ويظل التشكيل بحر الالوان الذي ينظف روحي بامتياز والكتابة هي المشجب الذي أعلق عليه روحي لترتاح قليلا ....فكثيرة هي الاشياء التي نستهين بها لكن مع الوقت نكتشف انها كانت هي الاقوى ولولا قوة ايماني لاعتبرت الموت عدوي الشخصي ...اني أعلم أن الخلود من سابع المستحيلات ومع ذلك لم أتقبل موت احبتي المفاجئ رغم اني ادرك أن الموت لم يكن إلا تنفيذا لإرادة الله ومع ذلك اعتبرت زيارتها ظلم في حقي . فحين يزورنا الموت كعاصفة هوجاء ويحمل أحبتنا أمام أعيننا كما تحمل رياح الخريف أوراق الاشجار الذابلة نحس بالضياع ...ومن هول الفاجعة لا نستطيع لا البكاء ولا الضحك....لا نعرف هل نبكي أحبتنا أم نشكر الله انه منحنا فرصة جديدة للعيش مع من بقي منهم على قيد الحياة ...
فيصبح الابداع هو المدينة الفاضلة التي نطلب اللجوء اليها كلما ضاقت فسحة العيش وفي الابداع ليس هناك
ما هو جميل وما هو بشع ...وليس هناك ما هو بريء وما هو غير بريء ...هناك افكار وأحاسيس تنسج اما بحبكة او عفوية ...هناك الوان وضوء وتفاعلات وانعكاسات للأشياء وظلالها ....وهنا ك ظلال الروح تمارس طقوسها من خلال رقصات الذات المبدعة ...فيصبح المبدع الفاعل والمتفاعل ....القضية والظنيين والقاضي ... علاقاته تتفاعل عموديا وأفقيا وحلزونيا...فتصبح الروح متاهة لأحاسيس يصعب الافصاح عنها بكلمات لكنها تخرج بسلاسة بالألوان . .. و من هنا نعبر بالكلمات المكتوبة وحين نعجز
نطلب اللجوء الى عالم الالوان ..وحين تعجز الالوان نطلب حق العودة للوطن الام ....وفي سفرنا هذا نخرج الى الوجود مواليد راشدة وهي لازالت في المهد ....لا نخجل من كونها هي بنات افكارنا .... مضاجعة الكلمات ومداعبة الالوان باليد عشق يسكن الكيان لا يعرفه الا كل مهووس بها....وممارسة حب في عالم قرمزي ..حيث الروح تبلغ درجة الانتشاء ...ويعجز اللسان عن نقل الاحساس ...ليظل الصمت هو اللغة الارقى لتبليغ الخوالج بنظرات متأملة ومتألمة ومترنمة ... كمخاض عسير يتوج بخروج مولود للكون ...ما هو ببريء ولا جميل ولا بشع ...لكنه مولود محبوب ومرحب به من طرف الجميع .. هكذا اصبحت امرأة حرة ..امارس كتاباتي الرعناء بجنون الانوثة وعبق الاحساس ...اتذوق طعم الاصباغ ...طقوس امارسها بعيدا عن التصنع وأنا ألاعب حبيبي ببساطة الزاهدين ورقة المغرمين وعشق المعجبين ...لنعود لسنين ماضية في لحظة لقاء روحي ....فيصبح للحرية والسعادة والبساطة بعد وتمثل ذهني نداعبه كأطياف الملائكة بمحراب الابداع ..... كلما امعنت النظر جيدا بالمرآة لاح لي طيف مشاغب يسكنني هو جد مهووس بالكلمات ويتذوق الاصباغ ويعبث بكل ما هو جدي في طريقه فابتسم في وجهه وأهمس له بوركت ايها الكائن الفضائي الذي يسكنني الى حد الهوس.سأرسم اللقالق وهي تبني اعشاشها فوق الصوامع وهي لا تخشى البشر رغم غدره....... وما استخلصته منها هو انه حتى الطيور تعيش على امل الغد الجميل ...فلولا تفاؤلها ما بدأت ببناء اعشاشها في يوم لتنهيها في الايام المقبلة ....وتحسن بنائها لأنها تعلم ان السنة المقبلة حين تعود من هجرتها ستجدها لازالت صالحة فترممها وتجددها املا في استعمالها السنة الاخرى القادمة ... اعصفي يا رياح كما تشائين ...فأنت من جعلت عودي يقوى لكن ينحي لك في العاصفة لأنه يفهم قانون اللعبة جيدا .....
ايتها الكتابة غجرية أنت يا فاتنتي حين عشقتك ...وللناس فيما تعشق مذاهب وعشقي أنا لك لا مذهب له ...لأنه خلق من شراييني وبقلبي .....وحين كفرت به البشرية كلها اتخذته أنا ديني ومذهبي ...اريد ان اكون مبذرة حروف فلا تلوموني فانا مدمنة كلمات لا شفاني الله من عشقها....وكل واحد مجنون عالم لا يرى جماله إلا هو ...و الأحمق هو من يسأل لماذا؟
لا احد قادر على نزع ابتسامتي لاني انا الوحيدة التي اعلم سرها الدائم .......فاجعلوا ابتسامتكم لغزا لا يفكه الا انتم لتكون دائمة . وردة ليلكية أنت يا نفسي ...سأسقيك بعزة وأشذبك بعفة فدام بهاءك فداء للشرف ...فلماذا اصبحت الابتسامة العريضة المصطنعة من علامات المسخ البشري بامتياز لتجعله ماركة مسجلة للؤم والسخافة والمكر.......
يا توأم روحي إن الأعلام انتكست وأجراس الكنائس قرعت حين أدرت ظهرك و وقفت عند الباب تريد أن تغادر عالمي بهدوء ...فليس في كل مرة تلد لنا الحياة بطلا يداعب بنات افكارنا في لحظة جنون ابداعي ..... وآنت من يتوج رأسي حين اداعب بنات افكاري ........... اعلم فقط أن الله خلق من الشبه اربعين لكن انت حبيبي شمس كون ليس له شبه لأنك اختارني قلبك من وسط الملايين فأنجبت لك من الذر ما يعشقه السلاطين ومن الورود ما يستأثر بقلب العاشقين .........
على رسلك ايها الزمان فقد قلت كل ما تحب وترغب فيه ..وحان دوري لأغرد كيف ما اشاء وأين اشاء فلا أحد نصبته ناطقا رسميا باسمي ولا أعشق أن اكون ناطقة باسم أحد ....... اذا انا حرة والحرية بالنسبة لي هو أن لا اقدم وعودا لا استطيع الوفاء بها.
جميل أنت أيها القمر ..ما دمت في السماء بعيدا على الايادي العابثة ....تلك هي المرأة بكبريائها وكرامتها وأنا واحدة من فصيلتها .لا يهمني بأية ديانة تدين لان ديني امرني باحترام أهل الكتاب ... إنما ما يهمني هو من أنت داخل ذلك المعطف الديني الذي اخترت ...بأفعالك وسلوكك ورقي أفكارك واحترامك للأخر.وكيف تعتبر حقوق الانسان حقوق كونية ملك للجميع وليس حكرا على عشيرتك وقبيلتك وكيف تنظر للبشرية جمعاء انها وطن انساني مفتوح للكل وليس حكر على أحد ........... والله هو من يتولى حساب خلقه على افعالهم ...
فتعالوا نحلم لأن ما بين الحلم والجرأة خيط رفيع لا يراه إلا المجانين الممتلئين بسنغ الحياة ...
فعلا إن ذلك الخيط الذهبي الرفيع ليس بإمكان اي واحد ان يراه وما حسبك من ملكه وخاط به كفنا حضره مسبقا لأنه يعرف ان مسرحيته العبثية فوق خشبة مسرح الحياة توشك على الانتهاء فحضره نكاية في الموت حتى لا تفرح باحتضانها له ليجعلها تجتر المرارة لأنها أخذته في حضنها وهو مبتسم بزهو وغير نادم على مغادرة هذا العالم الذي كثرت فيه الاقنعة اكثر من الوجوه ... لنداعب الاحلام فهي الفرس الجامحة الوحيدة التي يمكنها ان تتخطى عباب الرغبة البشرية لتعانق الروح التواقة للحرية بكل نشوة وزهو فلا خير في بشر لم يحرك غصن قلبه الهوى ...فلنحلم حتى ولو كانت الانكسارات تنزل على ظهورنا لتقضمه كغصن زيتون يابس في هشيم نار قيظ صيف................خيرة جليل ...