قصة :سر يعلمه الرجال فقط..!... لخيرة جليل
"جميلة هي رائحة التراب عند سقوط المطر، تذكرني بشيء لا أعرف ما هو لكنني أعشقها ....ربما تعود بي الى فترة الطفولة حين كنت أهرب للسيدة الوالدة لألعب مع أخوتي الذكور وأعمامي عند سقوط الزخات المطرية الاولى المبشرة بانتهاء فصل الصيف وبداية فصل الخريف ....لذة وانعتاق طفولي كان ينتهي بأخذ فلقة من عند السيدة الوالدة لتذكرني بأن مكاني كفتاة هو البيت لينقدني والدي من بين ايدها بسؤاله الاستنكاري : ومن قال لك أنها هي بنت أصلا ؟ هيا اتركيها بسلام، عودي لتلعبي كما تشائين وأنا أصيك يا ابنتي أن لا تلعبي ولا تتعاملي إلا مع الذكور لتتعلمي كيف تتعاملين مع الاخر الذي سيكون أخاك وصديقك وزوجك وابنك ....لترقد روحك بسلام يا ابي، كنت نعم الصديق والمعلم ......"
هكذا تخبرني صديقتي المهندسة فرح التي غادرت مدينة طفولتها فاس في اتجاه مدينة الدار البيضاء منذ سنين طويلة لتتزوج وتنجب أطفالها ....اليوم ونحن نحتسي قوهتنا باحدى محطات الاستراحة بسيدي علال التازي قرب الطريق السيار، قررت أن تخبرني عن أول سر احتفظت به لنفسها فقط أزيد من خمسة وثلاثين سنة ....
"تعودنا ان نسمع من النساء حينا أن فقيه مسجد الدرب تسكنه جنية ...إن بعضهن تدعي انهن سمعناه يتحدث اليها عدة مرات طول الليل .....كيف تسكنه جنية ويتزوج بها وهو يقرأ القرآن صباحا ومساء!؟ اوصلت ازمة السكن عند الجن إلى هذا الحد حتى تسكن جسدا بشريا لا يغادر المسجد إلا لقضاء اغراضه الملحة!
عمتي تقول: انه تسكنه جنية جميلة تغار عليه، وإلا لماذا لم يتزوج إلى حد الان والزواج يتمم نصف دينه ؟
تعودنا أن نتلصص عليه من فوق السطوح ..كانت مهمتي أن اراقب الدرج حتى لا تضبطنا الجدة في فعلتنا الشنيعة هذه. كان همنا الوحيد ان نراه جالسا مع زوجته الجنية حين يكونا في جلساتهما الحميمية التي تتحدث عنها النساء في جلسات الشاي. كانت تنسج وتتناسل حولهما الحكايات والروايات.
شاءت لنا الظروف يوما ان نجلس وننصت لكلامه الذي لازال يتردد في أذني الى الان. بعد أن حجزنا مكانا لنا ، قبل صلاة العشاء ، بالدرج المؤدي إلى فناء بيته ...
" أنا متحرر من كل قيد الا قيودها التي اقبل بها عن طيب خاطر وفي كامل الوعي . أقول لها مرات عديدة: "حرام على ظلمك أيها الملاك الإبليس الجميل ،لا أعرف هل أنت روحي أو جزء من جسدي ؟" لا يمكن الفصل بين الروح والجسد ..لا يمكن الفصل بين الجمال وما يحمله من فكر، إنهما المبتدأ والخبر في أن يجتمعان في الإنسان الذي تعشقه حتى ولو كلفك الأمر أن تبقى، تحبه في صمت ،معجبا وعاشقا لوحدك .... لا توجد امرأة سهلة أو صعبة إذ لكل امرأة قوتها . قد تكون قوتها في انها صامتة أو ثرثارة أو مختصرة... في كتاب "طوق الحمامة " قرأت تعريفا جميلا بأن "الحب أوله هزل وآخره جد "...فكان مرورها كعطر "الصرح " لعبد الصمد القرشي ؛ إنه عطر مميز يحاكي أعمق الأحاسيس بعبق عود عتيق ممزوجا بالمسك ليُوصل الأريج الغربي إلى القلوب مباشرة ؛ اصبح حبها يلفت الانتباه دون إحداث ضجيج ...لكنه يحدث بلبلة في القلب ..تتلاشى امامي المستحيلات حين أقرأ ان الله على كل شيء قدير .....ولما لا ؟....بدأت حكاية حبي لها هزلا ولحد الان لازلت لا أعرف هل لازلت في الهزل أم وصلت الجد ..كل ما أعرفه هو أن وجودها وحديثها معي يستفزني ..كلماتها تزرع في دهني حكايات جميلة أغرق فيها وفي قلبي نبضات ...فكانت الغائبة الحاضرة في عالمي ..وأشد أنواع الآلام رؤية الغائبين في الاحلام ..وهي أصبحت حلمي الذي لا يغادر عالمي .......قالت لي يوما إذا أردت امتلاك قلب لا تتحدث عن الحب بل تصرف بحب ...لتسألنني لكم من امرأة أحكي مثل هذا الكلام المعسول ؟ ولم تدرك انه كلام طيب، والكلام الطيب صدقة ...والصدقة في المقربين أولى ...."
هكذا كان يبوح لصديقه الذي كان ممددا إلى جانبه وهو يدخن لفافة حشيش ...
لم أكن اعلم أن فقيه دربنا بهذه الرومانسية ..تسللت وراء عمي دون أن أحدث ضجيجا وأنا اكاد ان افقد الوعي من اختناقي من الرائحة القوية لدخان الحشيش.يحاول عمي جاهدا منعي من العطس أو السعال بوضع يده على فمي إلى ان أوصلني إلى السطح ،وهو يعلن اللحظة التي وثق بي ليؤمنني على سر من اسرار مغامرته مع اخوتي الذكور فوق السطوح .
-لا أعرف كيف تورطنا في اشراكك في مغامرتنا هذه ولكن في المرة المقبلة لن تحضري معنا هذا إن كانت مرة قادمة ...
هددتهم بأنهم إن لم يصطحبوني في المرات القادمة أني سأخبر والدي ....توالت الحراسة المشددة على بيت الفقيه أرضا وجوا ....ونحن الادرى بمتاهات هذا البيت العتيق الذي يفضي إلى الفناء الخارجي لمسجد الحي....
اليوم حجزنا مكاننا كالمعتاد في الدرج ، الظلام حالك و شعري القصير ولباسي الرياضي الفضفاض لن يسمح لأحد أن يدرك اني فتاة ... جلس الفقيه بوسط فناء بيته وهو في قمة أناقته ينظر إلى ساعته جدحز بلهفة ...العاشرة ليلا والظلام حالك وشاءت الاقدار ان تتزامن اللحظة مع انقطاع الكهرباء في الدرب ...يطرق الباب بطرقات مسرعة وخفيفة ...يفتح الباب وتدخل سيدة مسرعة ...لم نستطيع رؤية اي شيء ...صوت نسوي رقيق ...كلنا نرتعش خوفا من الجنية ومن يجرأ منا على الهبوط اكثر لرؤية الاحداث في الداخل ...نخاف من أن ترصد الجنية انفاسنا وتحولنا إلى أحجار أو حيوانات أو لا نعرف ما مصيرنا ...أخيرا تشجع عمي العلماني الذي لا يؤمن إلا بما لامست يداه . الفقيه يشعل شمعة طويلة مثل تلك التي تباع أمام ضريح مولاي ادريس زرهون ...كلنا نشرئب برؤوسنا لنرى ما يقع في الداخل.
-لا تخافي الكهرباء لن يعود إلا صباحا ،لقد وضبت الأمور كلها ...
تنزع المرأة عن نفسها جلبابا رجولي لتتنفس الصعداء وتقول بغضب :
-إلى متى يستمر الوضع هكذا ؟ إن البليد يظن اني سافرت الي عائلتي بالجبل ...لقد تركت له الاطفال ... لن يعرف أني عدت عندك غدا يلزمني العودة للجبل باكرا ...
- قولي أبنائنا ،لا تخافي حبيبتي سيصطحبك صديقي بسيارته التاكسي إلى دواركم بالجبل. لا أحد سيعرف ، هو الوحيد الذي يعلم لاني أكلمه عنك دائما ...
- وهذا ما يخيفني يا حبيبي إلى متى يستمر الوضع الان ست سنوات ونحن على هذا الحال والطفلين يكبران يوما بعد يوم ،الافضل ان اطلب طلاقي منه ونتزوج فيما بعد .
-ايتها الحمقاء كيف تفكرين بهذه البساطة ...انت تعرفين بأنه عاقر ولا يلد .أبناؤنا هم الورثة الشرعيون له ما داموا أبنائه قانونيا ....ان طلقت منه قد يكتشف عقمه إن تزوج أخرى ويحرم الاطفال من الارث ويفضحك أمام الناس ....أتتذكرين حين حضرت عندي لتعملين له كتابا حتى تستأثرين بقلبه حين لم تخلفي أولادا منه لمدة سنتين ...وبعد علاقاتنا انجبت له الطفلين. إن الامور واضحة كالشمس أيتها البلهاء .....
يتكلمان بكل حرية وثقة ....لكن الصدمة هو ان صوت السيدة مألوف لدينا ...الفضول يحرق أعصابنا ....حاولنا الاقتراب أكثر فأكثر .تنزلق رجلي بعد أن تعثرت في الظلام الدامس بشيء لم ننتبه له ..إنه برميل ماء .أتدحرج قبله لأسقط عمي وإخوتي ونجد أنفسنا وسط فناء البيت وجها لوجه أمام الفقيه والسيدة إلى جانبه... إنها تَهْيا زوجة المجوهراتي جارتنا من الجهة الغربية للبيت ؛هي التي لم لا يجرأ أحد على الاشارة لها بسوء يوما ولا يكاد أحد إطالة النظر في وجهها لجمالها الفاتن .حاول الفقيه الهروب لإطفاء الشمعة لكن عمي الشاب الممتلئ الجسم أمسكه بقوة ....
-لا تتهور وتعمل شيئا تندم عليه ، نحن لم نراك ولم ترانا منذ الان وسنخرج من الباب ولكن المطلوب منك أن تغادر هذا الحي في سلام بدون فضائح ولا خراب بيوت.إن سمعت هذه الحكاية في دربنا جميع نساء الدرب ستعاني من مشاكل .
جرني عمي من ذراعي وهو يلعن اللحظة التي وضعنا فيها أرجلنا فوق السطوح لنتلصص عن الجيران .
غادر الفقيه الدرب في الليلة الموالية ولم ينتبه اليه احد إلا في الصباح الموالي ..
تعود تهيا لدربنا بعد شهر من الغياب لتخبر الجميع ان أمها كانت طريحة الفراش لتهرع اليها النساء لتحمدها على السلامة وتخبرها أن الجنية حضرت وأخذ معها فقيه دربنا المسكين تاركا الباب مفتوحا وجميع أمتعته مرمية أرضا ولا أحد يعلم وجهته ....
بعد مدة تصاب تَهْيا بعلة غير معروفة .في كل يوم تزداد هزالا حتى تراها مثل الشبح وسط ثيابها الفضفاضة . أصبحت جد مواظبة على الصلاة مع العجائز بالمسجد . كلما التقينا صدفة أخفضت عينيها انكسارا نحو الارض ...لم تجرأ ابدا على اقتحام عالمي ولو بإلقاء تحية .....
لم أزرها إلا يوم كانت على فراش الموت امسكت بيدي وسألتني والدموع بعينيها :
-لماذا لم تخبرين أحدا عن سرنا ؟ أرأيت حتى زوجي لم يكن ملاكا ! انه مجرما من نوع خطير وخاص ....
-لاني وعدت عمي وإخوتي أن لا أخبر أحدا فقط ....حتى لا أكون مجرد فتاة كما تقول امي ...ولكن كيف أن زوجك لم يكن ملاكا ...؟
لم تجبني بل تركت دمعة تنزل على خذها فقط
غادرت بيتها ....ليمسكني زوجها من يدي عند الباب ويهمس في اذني :
-" إني علمت الحقيقة من طبيبي الخاص ....لكن أحببت أن أحافظ على أسرتي وعند الله كل واحد سيجزى على أفعاله وهي قد أدت ثمن فعلتها هنا في الحياة ..أما الفقيه فأظن أنه توفي بحادثة سير وهو في طريقه إلى احدى المداشر ، يسرني أن تحضرين حفلة تخرج ابني من مدرسة المهندسين وابنتي من كلية الطب ...يشرفني وجودك .
-كيف توفي بحادثة سير ؟
-نعم وربما في هذه الايام المقبلة سندفن الجزء الثاني من السر .....
-قد لا استطيع الحضور يا سيدي لكن لا أعلم عن ماذا تتحدث وإلى اية حقيقة تلمح ؟
هكذا غادرت منزلهم وأنا أتسائل هل يمكن أن يكون للزوج يد خفية في موت عشيق زوجته ؟ وهل هو سبب علة زوجته المجهولة ؟
كل ما كنت أعرفه من نساء دربنا ان زوجته تعاني من مرض سببه "التوكال " وهو شعوذة تسبب التسمم للجسم وتؤدي حتما إلى الموت .....خيرة جليل
أدبيات
تعليقات
013
khira jalil
blog artistique et de lecture
samedi 23 février 2019
lundi 4 juillet 2016
KHIRA Jalil
: de la création artistique à l’esthétique de la réception. ………. Par Bouziane
Moussaoui
Après sa récente réussite en tant qu’ambassadrice de l’art pictural marocain en Chine,l’artiste peintre de renommée internationle, la marocaine Khira Jalil exposera ses chefs d’œuvre très prochainement aux Etats unis d’Amérique après son solo exhibition en l année dernière 2015 a new York .
Les tableaux de notre artiste, plutôt intellectuelle engagée autant pour les causes nationales qu’universelles, échappent au vulgaire stéréotype de la carte postale exhibant chameaux, dunes de sables et beaucoup de soleil…,et fait fit de la fameuse « marque déposée » des pays du Sud visant la commercialisation du pittoresque désert, la quête hypocrite de l’exotisme utopique gratuit.
Les œuvres de Khira s’apparentent à première vue aux dédales assez codés et intentionnellement déconcertants de l’art abstrait qui par définition ne doit contenir aucun rappel, aucune évocation de la réalité observée..
Or,
l’objectif de notre artiste est tout autre, il vise l’initiation du public
avisé de chez nous comme et surtout de l’occident aux différentes
configurations de notre capital naturel : le Maroc ne peut être peint par les
seules couleurs du sable et de l’ocre…Ses reliefs épousent désormais tous les
climats.
Son peuple sait communiquer à haute voix par ses gestes, ses paroles, ses parures, ses peintures, ses chansons, ses danses, ses pleurs, ses rires…, même dans ses expressions artistiques les plus abstraites, les couleurs et les sons dénoncent bon gré mal gré, en métaphores filées, la chaleur du savoir vivre des marocains…
Son peuple sait communiquer à haute voix par ses gestes, ses paroles, ses parures, ses peintures, ses chansons, ses danses, ses pleurs, ses rires…, même dans ses expressions artistiques les plus abstraites, les couleurs et les sons dénoncent bon gré mal gré, en métaphores filées, la chaleur du savoir vivre des marocains…
Et son
soleil tantôt doux, tantôt de plomb, ullimine, depuis des millénaires déjà, un
sol cultivé par des peuples de civilisations multiples.., d’où un autre atout
qu’essaie de peindre Madame Khira dans son hésitation entre l’abstrait et le
figuratif : le capital culturel…
C’est en effet cette culture marocaine à différents affluents, notamment amazighs, arabes, hassanis, affricains, occidentaux qui nous invite, nous autres public initié, à voir dans les tableaux de Khira un peu de tout: peinture naïve, impressionniste, expressionniste, réaliste, fauviste, cubiste..Et comme tout artiste digne de ce nom, elle cherche à se forger sa propre identité artistique qui porte sa exclusivement sa griffe…
En effet, notre artiste, écrivain et critique d’art est le portrait incarné de l’intellectuelle marocaine moderniste qui « prêche » à travers ses œuvres les principes universels de la démocratie, de l’ouverture, de la tolérance, du dialogue entre religions, cultures et civilisations..
Ce sera l’un des messages importants que Madame Khira et toute l’équipe essaiera, en fin diplomate, de transmettre à ses amis au pays de l’Oncle Sam : Au Maroc, il n’ y a pas que des chameaux, il y a tout un capital humain, des compétences, savoir faire, savoir être, savoir devenir…, sans exclure l’Autre, sans accepter d’être exclu pour autant…
Et ce sont ces principes largement partagés chez nous au Maroc que notre artistes, entres autres intellectuels avertis, qu’essaie de propager au de là des frontières et océans Madame Khira..C’est ce potentiel moral qui constitue à vrai dire notre capital de marque, nous autres marocains…
C’est en effet cette culture marocaine à différents affluents, notamment amazighs, arabes, hassanis, affricains, occidentaux qui nous invite, nous autres public initié, à voir dans les tableaux de Khira un peu de tout: peinture naïve, impressionniste, expressionniste, réaliste, fauviste, cubiste..Et comme tout artiste digne de ce nom, elle cherche à se forger sa propre identité artistique qui porte sa exclusivement sa griffe…
En effet, notre artiste, écrivain et critique d’art est le portrait incarné de l’intellectuelle marocaine moderniste qui « prêche » à travers ses œuvres les principes universels de la démocratie, de l’ouverture, de la tolérance, du dialogue entre religions, cultures et civilisations..
Ce sera l’un des messages importants que Madame Khira et toute l’équipe essaiera, en fin diplomate, de transmettre à ses amis au pays de l’Oncle Sam : Au Maroc, il n’ y a pas que des chameaux, il y a tout un capital humain, des compétences, savoir faire, savoir être, savoir devenir…, sans exclure l’Autre, sans accepter d’être exclu pour autant…
Et ce sont ces principes largement partagés chez nous au Maroc que notre artistes, entres autres intellectuels avertis, qu’essaie de propager au de là des frontières et océans Madame Khira..C’est ce potentiel moral qui constitue à vrai dire notre capital de marque, nous autres marocains…
Stéphane
Audeguy dans La théorie des nuages écrivait :
« On ne peint pas pour faire de la peinture, ou même pour être peintre : seuls les amateurs en sont là. On peint pour des raisons plus profondes et qui n'ont rien à voir avec la carrière ; ce qui est essentiel pour un peintre, c'est le rapport entre son art et tout ce qui n'est pas la peinture, c'est ce désir de capter les couleurs et les saveurs du monde. »
En effet, si l’on récapitule avec notre artiste, nous avons tenu à souligner tout au long de cet écrit-hommage plusieurs atouts qualifiés par le terme cher aux économistes : le capital.
Capital naturel, capital culturel, capital humain, capital de marque…bref les principaux leviers du capital immatériel dont a parlé notre Souverain Sa Majesté Mohammed VI dans son célébricime Discours du Trône 2014.
« On ne peint pas pour faire de la peinture, ou même pour être peintre : seuls les amateurs en sont là. On peint pour des raisons plus profondes et qui n'ont rien à voir avec la carrière ; ce qui est essentiel pour un peintre, c'est le rapport entre son art et tout ce qui n'est pas la peinture, c'est ce désir de capter les couleurs et les saveurs du monde. »
En effet, si l’on récapitule avec notre artiste, nous avons tenu à souligner tout au long de cet écrit-hommage plusieurs atouts qualifiés par le terme cher aux économistes : le capital.
Capital naturel, capital culturel, capital humain, capital de marque…bref les principaux leviers du capital immatériel dont a parlé notre Souverain Sa Majesté Mohammed VI dans son célébricime Discours du Trône 2014.
Khira Jalil
est une artiste peintre engagée…plutôt « embarquée », comme se plaisait à dire
le fameux Albert Camus.
Mais, le dévouement de notre artiste aux causes relatives à la Condition humaine (expression chère à André Malraux), ne l’engage en rien à exhiber dans ses tableaux, au détriment de son optimisme avant-gardiste, le misérabilisme à la Charlie Chaplin en brossant des portraits des « titis » de bidonvilles, des mendiants ambulants, des jupes de trottoirs, de charmeurs de serpents et de bébés abandonnés dans les poubelles publiques…
Khira peint d’autres « cours de miracles » que celle décrite par Victor Hugo dans Notre Dame de Paris…C’est plutôt la mise en relief de tout un capital immatériel dont jouit le Maroc, home de Khira.
Par exemple, en peignant ACRILIC SUR TOILE SUR FREE CHASSÉE, l’iris de l’œil de l’âme de Khira Jalil reflète tout azimut, des ombres, des mirages, des horizons des azurs selon des focalisations autrement conçues…Chaque figure (qui ne ressemble pas aux figures communément perçues), chaque couleur (vaguement distinguée), chaque tiret, chaque point…constituent les éléments d’un ensemble ignoré par les géomètres, reconnu uniquement par les âmes artistes en transe…
A vrai dire, le cosmos de Khira n’est pas une éloge gratuite et mensongère de joies éphémères…, ce n’est pas non plus l’expression l’hyperbolique d’une âme constamment endeuillée…C’est dans la confusion des sentiments qu’on la retrouve assise, ou debout devant ses toiles d’araignée humaine.
En peignant, notre artiste, les doigt hésitant, les yeux absents comme pour échapper à la laideur environnante, le corps en transe…s’invite elle-même au voyage, à l’ascension continue pour la purification de l’âme, la sienne et celle du récepteur………. Par Bouziane Moussaoui
Mais, le dévouement de notre artiste aux causes relatives à la Condition humaine (expression chère à André Malraux), ne l’engage en rien à exhiber dans ses tableaux, au détriment de son optimisme avant-gardiste, le misérabilisme à la Charlie Chaplin en brossant des portraits des « titis » de bidonvilles, des mendiants ambulants, des jupes de trottoirs, de charmeurs de serpents et de bébés abandonnés dans les poubelles publiques…
Khira peint d’autres « cours de miracles » que celle décrite par Victor Hugo dans Notre Dame de Paris…C’est plutôt la mise en relief de tout un capital immatériel dont jouit le Maroc, home de Khira.
Par exemple, en peignant ACRILIC SUR TOILE SUR FREE CHASSÉE, l’iris de l’œil de l’âme de Khira Jalil reflète tout azimut, des ombres, des mirages, des horizons des azurs selon des focalisations autrement conçues…Chaque figure (qui ne ressemble pas aux figures communément perçues), chaque couleur (vaguement distinguée), chaque tiret, chaque point…constituent les éléments d’un ensemble ignoré par les géomètres, reconnu uniquement par les âmes artistes en transe…
A vrai dire, le cosmos de Khira n’est pas une éloge gratuite et mensongère de joies éphémères…, ce n’est pas non plus l’expression l’hyperbolique d’une âme constamment endeuillée…C’est dans la confusion des sentiments qu’on la retrouve assise, ou debout devant ses toiles d’araignée humaine.
En peignant, notre artiste, les doigt hésitant, les yeux absents comme pour échapper à la laideur environnante, le corps en transe…s’invite elle-même au voyage, à l’ascension continue pour la purification de l’âme, la sienne et celle du récepteur………. Par Bouziane Moussaoui
..
..
MEET Khira Jalil: #Morocco. The artiste travels around the world to many countries . She inspire her
ideas and trays to translate the materials things into immaterial capital. She
is a diplomatic artiste for peace , Coexistence between religions and dialogue
of civilizations and the humans right. Her exhibitions for helping associations
and peoples. Thank you for sharing!
Exhibit Your Art Worldwide. Accepting application now! http://www.in3artworldwide.com/exhibits
Exhibit Your Art Worldwide. Accepting application now! http://www.in3artworldwide.com/exhibits
lundi 13 juin 2016
عكس
التوقعات.....خيرة جليل
سلطن صمت الكهوف على قلبه ،هو لا يحب الفراغ
العاطفي شانه شأن الطبيعة التي بدورها
ترفض كل فراغ يهدد كيانها .هو يعلم أنها أهدته
تنهيدة الأسف وابتسامة الشفاه وبياض الكفن وتلويح وداع بعد أن ارتشفا من قدح العشق الممنوع .هي كانت
تعلم إنهما اقتنصا لحظة فرح غير مشروعة في دهاليز الخطيئة بعيدا عن عين مجتمع يخاف
ولا يخجل من اقتراف سلسلة الأخطاء الفظيعة.
مدت يدها إلى حقيبة يدها الجلدية
الغالية وأخذت سيجارة وأشعلتها بكل امتعاض
وأخذت منها نفسا عميقا ملء رئتيها لتنفثه نحو السماء بكل ازدراء قائلة:
- أقف وأنا عارية من كل الالتزامات
التي قد توجع قلبي وأقول : كنت سنة بطعم الفواجع والفضائح .فمن كان المسئول
عن وسمك بأبشع الصفات ؟ ما أسهل أن نؤلم أحبتنا ولكن ما أصعب أن نتألم في صمت .ففي
كلا الأحوال أنت لا تستحقين كل هذا التأمل
أيتها السنة .فالزمن حلقة مفرغة ونحن من يتعب بالدوران فيه .
تلتفت نحو رفيقها لتقول له بنبرة حازمة وهي تتحسس بطنها بكل أسف .
- كان فرحنا قصيرا وحلمي غير مشروع إذا ؟
- أبدا لكن كل المعطيات تغيرت وكل حساباتي كانت خاطئة ، عفويتك
كانت اقرب طريق إلى قلبي يا غزالي لكن ما بيدي حيلة.
-إذن لنشرب نخب أخر الهزائم بطعم الخيانة والانكسار كغرباء جمعتهم
محطة قطار عابر في كوكبنا هذا.
- لسنا أول ولا أخر غرباء جمعتهم محطة قطار بل
حتى بيتي أصبح محطة غرباء تجمعهم مائدة أكل وشيكات بمبالغ سمينة في تكتم
شامل وهم يقبلون يد الخديعة بامتنان منقطع النظير.
التفتت إليه وهي تبلع آخر كلماتها بتلعثم :أي عقم عاطفي هذا يبسط جناحيه في هذا الأفق ، وجوه كثيرة عبرت طريقها المرصود ، فتمتمت لن يكون جسدي قاموس لذة
مهمل ستنتهي صلاحياته بعد زمن قصير ،. قُبْلة حب عميقة واحدة قادرة على شفاء الغليل ،رغبة
رعناء تغري جسدي هذا المتمرد فنادته :تعالى
إلى جانبي لترى من النافدة كم هو هذا العالم المقيت قزم تحت أقدامنا التي تدور في مَدارات
العَدم .هيا اقترب لتتأكد مما أقوله.
ثم اشرأبت
بعنقها من النافذة نحو الأسفل. نظر إلى عنقها الأبيض وشامته السوداء فرآها كما
يريدها لا كما هي فسأل سذاجته ، وأجابه
غباؤه القديم فأغراه الاقتراب منها أكثر إلى أن التصق صدره بظهرها ولف ذراعيه حول
خصرها وهو ينظر نحو الأسفل بفضول .رفعت يديها نحو الأعلى ولفتها حول عنقه .ظن أنها
تريد عناقه بحرارة لوداعه الأخير فرآها في ذهنه حقيقة عارية من جل ادعاءاتها تصالح
مع غبائه المعهود فاسترخى بين ذراعيها كخيط حرير.
- نعم ليس أمامنا أي خيار غير هذا حبيبي. اعلم ذلك واحترم قرارك هذا. لا عليك لن نتألم أبدا ،إنها
نشوة الانزياح والحلم المجنون،لا جسر وصال لعشقنا في هذا الأفق المحدود لكن هديتي
لك ستكون معطرة بنسائم الشوق على نغمة جريحة و ستطردنا لعنة النسيان بعد ان نرتشف
من ذاكرة اللحظة.
تضع يدها على
بطنها برفق وتهمس بحنين وآلام : يأتي الحلم الجميل وسط عتمة الحياة بنكهة وجع الانتظار و انكسارات
المستقبل الحزين ،نعم تجئ دائما المفاجأة عكس التوقعات ، صحيح هناك أمل و ألف حكاية تحكى .
ثم ضمته
إليها بقوة ووثبت به نحو أسفل العمارة آخذة إياه بين أحضانها
. ....خيرة جليل
lundi 14 décembre 2015
حديث النوارس ....من مجموعة زهرة الليلك ........خيرة جليل
حديث النوارس ....من مجموعة زهرة
الليلك ........خيرة جليل
التفت إلى زوجته وهو يهم بركوب
القطار مودعا اياها قائلا:
* انت لم تري الضحكة في وجهي . ابداً اخاف اعملها و لا تعرفني.
فمن يحمل هم قضية وطنه لا يجب
ان يضحك أو ان يبتسم. كما لا يجب أن أودعك بالدموع حتى لا تظنين اني ضعيف فلا تعقدين
الامل علي .
اجابته :
*لكن نحن يجب أن نبتسم ونحن نقبض بالجمر حتى لا نمنح أعدائنا فرصة التمتع بآلامنا. فخسارة الجيب يسترها الغيب
حتى لا يفرح بها الغير . مكتوب علينا أن نلعق جراحنا بألسنتنا مثل القطط حتى لا نمد ايدينا ليخيطها لنا طبيب غير رحيم.
تمتم مرتبكا وهو ينظر الى أقصى
الشارع وكأنه يبحث عن شخص اخر اسمه الثقة بالذات
ليأتي ليقف الى جانبه ويمنحه من الجرأة ما
قد يساعده على بوح يلخص فيه اسبابه المنطقية ليغادر عشه الدافئ وزوجته وأبنائه في مثل هذه الظروف اعصيبة
التي يمر منها وطنه . تخونه الشجاعة من جديد فيتمتم لنفسه ،ثم يستجمع كل ما أوتي من
كلماته المبعثرة على شفتيه والمسجونة في حنجرته ليقول :
* سيكون ليلي أنا طويل ، مثل شعرك! مثل ليالي وحدتي ! هكذا هي ليالي...... كما أتوقعها الان .
نظرت اليه وكأنها تسبر أغوار قلبه العميقة لعلها تستطيع الوصول الى اخر نقطة مظلمة في ذهنه لتنتشل تفكيره من تلك الحجرة المظلمة التي يحاول
سجن نفسه فيها .حتى تخرجه منها بسلاسة وحكمة وبأقل الاضرار الممكنة . ثم أجابته بهدوء :
*- بل نهارك سيكون أملا فسيحا....
مثل كوكبنا هذا .... مثل بريق عينيك و صفاء روحك.....بل هكذا يجب أن تكون أيامك.
فكل الابواب المفتوحة مستوحاة من فتحة شرنقة قلوبنا المتطلعة لفسحة الامل التي نعقدها
على ما وراء الابواب .ورحابة المكان تتوقف على رحابة صدورنا التي تستوعب آلامنا وأحزننا . بل أطلق سراح مخيلتك
من معتقل الذاكرة وحلق في سماء ابداع لتعود بذهنك لهذا الوطن لتفتح ابواب الامل حين يهاجمك اليأس أو المستحيل ليجتاحك ويسجنك بين احضانه ..، لان الابداع هو تحليق المستحيل نفسه في الفضاء الغير الممكن .....
ثم سكتت وهي تحاول أن تمسك بيده دون النظر الى وجهه.
احس بارتباك فسقطت حقيبته الصغيرة من يده لتتناثر مسودات ديوانه الشعر
وثيابه بين قدميه .
قال لها وهو يحاول أن يضغط
بقوة على الحقيبة ليغلقها رغما عنها حتى يتفادى النظر الى عينيها حتى لا يضعف
أمامها فيترك العنان لدموعه السجينة بمقلتيه .
* حبيبتي كل الاشياء جميلة إلا أنت ،فأنت جمال الابداع الإلهي عينه، وهو لا يقبل المقارنة مع ما هو اقل منه .... والجسد
يموت واقفا قبل أن يسقط أرضا حين تخترقه رصاصة الفراق وخيانة الذكريات بتركها ورائه
. وأنا كلما دعوت ربي بأن يرزقني أفضل ما عنده من خلق الله ، ازددت انت عشقا لي وزدت أنا هياما بك ،فأدركت
أنك هدية الله لي فما أروعك .... أني جملة توقيفية قد يستطيع
أعدائي حذفها من جملهم ولكنها ضرورية
لفهم مستوى خطابهم ،لا أعرف متى بدأتُ
ولكن أعرفُ متى أتوقفُ. إن كل واحد
منهم مثلَ الانسانية في نضالها المرير واعتزلَ التمثيل حين وصل لكرسي
القرار ، فأصبحَ أكثر واقعية
بان اصبح الناطق الرسمي لنفسه ....
إن داخل جسدي بالجهة اليسرى فيلق جينات يصرخ قائلا : اننا لا نقبل التهجين ، وبالجهة اليمنى هناك حفنة جينات تقول اننا ضحايا
تهجين سابقة ..... إن اصدقائي الذين كانوا فرسان ابداع من العيار الثقيل هجروا الوطن
. وهجرتهم كانت اكبر خسارة ...إن الفرسان
تسقط تباعا وينمو مكانها عشب طفيلي لا يصلح
لأي شيء يستحق الذكر أو الاحترام . احبتنا
لا يموتون في قلوبنا حتى ولو دفناهم بأيدينا وحبهم عرق نابض
مادمنا على قيد الحياة .... وإن لم نهاجر فإن القلوب تهاجر لتعيش حيث تحب وتتمنى حتى ولو سجنا
اجسادها بين اربعة جدران وأرواح المبدعين صقور
تحلق في انحاء العالم لتحط رحالها بقصيدة شعرية او لوحة تشكيلية ليبقى الحب ذلك
العش الذي نبنيه مع احبتنا
بكلمات طيبة وإحساس راقي يخلد كل ذكرى جميلة بالقلب والذهن.أما الجحيم فهو احساس نبنيه بكرهنا للآخر وتزداد ناره الحارقة كلما كرهنا عددا أكبر من الاشخاص ... وأروع احساس هو ما يصدر عنك حين تلتزم الحياد في تعاملك مع الاخر بحيث
لا تظلمه بأحكام مسبقة ولا تكرهه بتصرف طائش
ولا تعاقبه بإبعاد جائر ولا تقربه بتملق مستفز.
لان الافكار الجميلة والطيبة كقطرات الغيث الرحيمة ، تزيدك رحمة بنفسك وبغيرك كلما تزايدت كميتها ؛
فتحتضنها ارضية النفوس الطيبة الاخرى لتزهر علاقات انسانية طيبة راقية. وأنا أتوق للهجرة
بعيدا ليس هروبا من حيث أنا وإنما عناقيد
الافكار تزيد نضجا كلما عشنا حياة حقيقية وعانقنا
حضارات اخرى لنحكي خبرة حياة حقيقية. فلا احد يمكن أن يكون كاملا ولكن يمكن أن يكون
انسانيا وراقيا . ربما نحن نلوم الاخرين
عن اشياء خارجة عن ارادتهم ؛ ونحن لم نقف ولو لمرة واحد لنلوم انفسنا عن اشياء
ورطنا فيها انفسنا عن قصد. فعلا كم احترقنا
شوقا لأشياء لم ننالها ،و لو تحققت لاحترقنا أسفا على تحقيقها.ولكن حين يضيق
ثوب الزمان يتمزق ليكشف عورة قوم استباحوا عرض الكلمات .أننا نحاكي ظلالنا ونسينا اننا مجرد تماثيل تتحرك رغما
عنها .قد نكون اليوم ...وقد نكون غدا ....الى ان لا نكون أبدا ، لكن المشكل ليس في كينونتنا . المشكل في ماذا تركنا بعدنا ؟
فأنا لم أعشق يوما أن أكون باب حمام شعبي الخارج يدفعه برجله والداخل يدفع برجله ولكن عشقت ان أكون ثريا الجميع يرفع اليها
عينيه حتى وان لم يكن معجبا بها كشيء ولكن سيعجب بضوئها وجمالها . لا شيء سهل ولا شيء
صعب ولا مكان للمستحيل ، إنما الحياة فرص والذكي
من يستطيع اقتناص الفرصة المناسبة في اللحظة المناسبة و تصبح الحياة مهزلة ان لم نكتب لها سيناريو دقيق بحبكة...
سأهاجر لبعض الوقت لكن ثقي بي إني سأضعك
بين الرموش لأحميك من دمعتي. سأحبك حب الام والأخت والزوجة وكل النساء.......
سكتَ فجأة لأنه لم يمتلك القوة ليتمم كلماته واختنق صوته من انفعاله .
انحنت تساعده على إغلاق الحقيبة
وهي تبتسم قائلة لتخفف عنه وقع اللحظة ...
* حتى وإن وثقت بك
فإني لا أثق بالحياة لأنها هي من تجبر البشر على سلخ جلودهم مثل الثعابين
وتغير لونهم كالحرباء .أحبني فقط حب الزوجة ، فإنك ستكون قد أجزيت وأوفيت ...فلو دام
حبك لكل هذه النساء لما اخترتني أنا لأقسمك حياتك . من باب الحكمة حين أغضب من أقرب الناس الي فإني أحب ان اركب قطارا ألتقي فيه غريبا لا أعرفه ولا
يعرفني فاشكي له كل همي لينزل كل واحد منا ويمضي الى عالمه . فأتخلص من ثقل الامي لغريب حتى
لا يقذفه في وجهي يوما ما في لحظة غضب. ولكن
أنت لست بغريب عني ،إنك توأمي الروحي.
كثيرا ما يسألونني صديقاتي عن الابناء .فأقول : هم الذين نسمح لهم بأكل أكبادنا
أمام أم أعيننا ولا نرفض أو نقاوم.و يسألونني عن الحياة . فأجيب : هي المدرسة
التي تدخلها مرغما والذكي
من يتخرج منها بشهادة التفوق
في التواصل الفعال دون خسارة الاخر لان الاعتذار لا يعيد كرامة الفرد . فبدل
أن نفكر في الاعتذار اليه نفكر في أن لا تخطأ في حقه فبكاء الميت مجرد خسارة للدموع . لقد
كنت أتمنى أن أقول أشياء جميلة وكثيرة لأبي ، وكنت أحيانا أخجل أن أعبر
له عن ذلك و لكن الموت أخذته مني . فتعلمت درسا أن أقول إلا الاشياء الجميلة لمن أحب قدر المستطاع وأكثر. وإن أغضبتني
أنت بتصرف ألتزمت بالصمت حتى لا أندم
يوما حيث لا ينفع الندم .لكن كل الاشياء لها
ثمن إلا الكرامة لأننا لا نجدها في سوق الخردة حين نحتاج إليها ..كل الاشياء
لها عتبة اشباع إلا قلبي فكلما أحبك ارتفعت طاقته الاستيعابية ليعشقك أكثر فأكثر وأكبر
فأكبر فتدلل وتبختر فلك كل العمر.
أحيانا أحس أني ذاهبة الى حيث لا أريد وعائدة
من حيث لا أعلم ،وفي كلا الحالتين لا زلت اسكن قوقعتي بدون ملل لاني عالقة في نفق زمن اصبح فيه ابتزاز الابناء للإباء والأزواج لبعضهما نوعا من الدبلوماسية العائلية للحفاظ على ماء الوجه . ولكن ...
ثم سكتت وأمعنت النظر
الى وجه زوجها لتضيف بنبرة حسرة .
* تبا لك ايها الزمان حيث كل من ركب
قصب خيزران أصبح يسمى فارسا بدون منافس .قالت لي أمي يوما :
" ان قدمت جل وسائل الراحة والنصيحة والمساعدة للأخر لكنه اختار أفكارا لن تقوده إلا الى الموت البطيء فتمني
له حسن الخاتمة وابتعدي عنه دون ان تكلفي نفسك
عناء الالتفات اليه لأنه من فصيلة النعام " . وأنت يا حبيبي لست أخرا . لقد كرهت
مجاملة الغير فجاملت نفسي بأن قلت لها : انك
طيبة وهم السيئون،ولأني ملكة بكرامتي سأعتلي عرش نفسي بأن لا أنافق أحدا . وأصارح نفسي وأصارحك أنت لاني
حين عشقتك كنت انت الاصل وأنا الصورة ، وحين تزوجتك اصبحت روحك المرآة وروحي الانعكاس لأننا نحن
الاثنين أصبحنا زجاج مرآة مقدسة تتأمل فيها آلهة الحب وجهها بزهو... لكن حين
يصل آلآلام الى اقصى ذروته يفقد قيمته ويخف
وزنه لأنه أصبحت لي قدرة هائلة للتصدي له لأني بجانب من أحب وأعشق .
كثيرة هي المواقف التي أصبح فيها لست أنا لأتفادى جرح نفسي او احراج غيري . فأصاب بالزهايمر متى أشاء
لتفادي اي ردة فعل غير محمودة اتجاه الاخر الذي لا يرحمنا ، ومع ذلك أجد خدوشا غائرة بقلبي حين أعود لواقعي
ولا أستطيع الصفح ابدا لأنه كثيرا ما نتحمل فوق طاقتنا من اجل اشخاص يغادرون حياتنا
دون ان يعتذروا على الازعاج وأنت لست كأي شخص
التقيت به في طريقي ، بل انت
تقاسمني أحداث حياتي .
لا تصارع الاوهام في ذهنك انها مرهقة وستهزمك ،ولكن حارب الصعاب في واقعك فهي ملموسة
وهزيمتها ستفرحك بنجاحك . هذه كلماتي اليك و الكلمات تتحدى الحدود التي نبنيها
،والحب الحقيقي يتحدى العواصف التي تواجهه ...لكن الكرامة التي تتكسر يصعب اعادة بنائها لأنها حب للذات الانسانية و هذا من أرقى انواع الحب .... حلق مع فراش الابداع لتعانق الحياة حتى ولو كان لساعة واحد فخلود الكلمات
تحرر الاجساد من عبودية الخنوع . فلتكون ثابتا على الارض يجب أن تحفر قدماك حفرة لهما بها. وأنا لا أقبل هجرتك للوطن من أجل المال ، لان لا أحد يهين المرأة أكثر من نفسها حين تقدم أول تنازل لها عن كرامتها مقابل المال . تبقى الهجرة مغرية بالرحيل النهائي ولكنها تسرق منا العمر حتى
وإن زدنا نضجا . فكلما نضجت الكلمات والأفكار ،اصبحت قصبة الخيزران أكثر هشاشة في جعبة ا لعمر. عش بوطنك ولا تتقبل الفشل لان كثرة السقوط تعلم الانبطاح .ولا تكن مغرورا لان قاهر
الاوز يموت غرقا ...إن البعد هو الجلاد الذي يوسم أجسدنا بسياطه برضانا وإن كنت تظن أن هذا الجلاد
عادلا ، فليأخذ جلدي ليصنع منهم طبلا ليزفك الى حيث تريد ان تطير. إن بالوطن كل شيء ممكن ، فحتى احلام النوم يمكننا
ان نتفنن في اختيارها ،فيكفي ان يكون لنا فراش وثير ومرشوش بعطر جميل ، وأن ننام بجانب
بمن نحب فليس هناك أي حلم مستحيل حتى في هذه الحياة.
اعلم فقط أن كل الاشياء ان تراكمت في حياتك أصبحت خبرة في الحياة إلا الهم فانه يفجر القلب. فقد
تتعب الأرواح من مغازلة الأشباح وتتعب الأشباح من مطاردة الأرواح ...واللعبة
أصلها صراع ابدي . وكل ما ابتلاك الله به هو نعمة لا يعلم سرها إلا هو. وإن كنت فنانا
حتى النخاع اغتل القبح الذي يداهم مزاجك وقلبك بين الفينة والأخرى ...فالإبداع رياضة
روحية لتصفية الروح وتهذيب الذوق قبل ان يكون خلقا لشيء جميل .و الذين
يتمتعون في حياتهم بأشياء مميزة ليسوا مضطرين لقول ذلك ...الاشياء على مظاهر اصحابها تظهر ، بل
كن كائنا نبت وسط خراب ليعيد ترتيبه ليصبح
شيئا جميلا اسمه الابداع .. إن الحقيقة دائما يتيمة والحق دائما عاري لا يحتاج
لمن يلبسه لباسا ليرضي الاخرين
.
إني ارفض الشفقة
لأنها تجلب معها الموجات السالبة وتجعل حالة الفرد مرتبطة بالأخر وهذا شيء يفقده الثقة بنفسه
. اني أقول لأحبتي ، تبقى القلوب مرايا شفافة
...فلا تتعمدوا اللعب بها لأن كل واحد منا يسكنه عدوه اللذوذ ...انه نفسه الامارة
بالسوء ، و ما يهمني اليوم قد لا يهمني غدا
لان اهتمامات الافراد تتعدد بهموم الحياة .....لكن تعجبني سيمفونية عشقك لان المايسترو كان هو قلبي .... و نبقى كلنا
هبة الهية تمشي على قدميها ،و لكل واحد منا سبب لوجوده على هذه الارض لا
يعلمه إلا خالقه والشيء الاكيد ان لا أحدا
خلق عبثا.
إني أبوح لك بأني
انانية في عشق الوطن فليغفر لي نرجسيتي
لأنه وجهي الذي انظر اليه في المرآة
فيقولون : ماذا وهبك هذا الوطن ؟
أغبياء ... لكل واحد أقول : الوطن هو أحبتك وعائلتك وعشيرتك وقبيلتك
..حتى وإن كنت جاحدا في حقه ، الوطن وهبك الآمان وحق الانتماء ولتحس انه وهبك شيئا ، هبه فقط حبك واحترامك وستحس
انه وهبك الكثير وغادره ليوم فقط حتى تحس بقيمته
في حياتك.إن لكل ارض نصيب مما غرس عليها ؛
فهناك ارض غرس عليها الزعفران وهناك أخرى غرست
عليها الأشواك.فكن أنت زعفران وطنك وياسمينه .وأنا لن أثنيك عن قرار اتخذته عن قناعة
،ولكن أدعوك لمراجعة قرارك مادمت الفرصة بين
يديك و لديك البديل عن ما بين يديك .
سوف أعود الى بيتي وبعدها سأذهب
الى أول مكان التقينا فيه قبل عشرين سنة حتى أداعب الذكريات .وحيث تكون الذكريات
الجميلة ويكون الاشخاص الذين تقاسمناها معهم،يكون
ذلك هو الوطن ....
تركت يده وأغلقت أزرار معطفها الرمادي لتحمي نفسها من رياح هذا الصباح
الشتوي البارد التي تتلاعب بخصلات شعرها الطويل
الذي بدأ الشيب يغزوه بدون تردد. وابتعدت عنه وهي تدرك أن القرار الذي سيتخذه سيحسم مستقبل حياتهما الزوجية والى الأبد ، ولا
يجب عليها أن تضغط عليه ليتراجع عن الرحيل فيكون
قراره شفقة بها . .....خيرة جليل
ح يلخص فيه اسبابه المنطقية ليغادر عشه الدافئ وزوجته وأبنائه في مثل هذه الظروف اعصيبة التي يمر منها وطنه . تخونه الشجاعة من جديد فيتمتم لنفسه ،ثم يستجمع كل ما أوتي من كلماته المبعثرة على شفتيه والمسجونة في حنجرته ليقول : * سيكون ليلي أنا طويل ، مثل شعرك! مثل ليالي وحدتي ! هكذا هي ليالي...... كما أتوقعها الان . نظرت اليه وكأنها تسبر أغوار قلبه العميقة لعلها تستطيع الوصول الى اخر نقطة مظلمة في ذهنه لتنتشل تفكيره من تلك الحجرة المظلمة التي يحاول سجن نفسه فيها .حتى تخرجه منها بسلاسة وحكمة وبأقل الاضرار الممكنة . ثم أجابته بهدوء : *- بل نهارك سيكون أملا فسيحا.... مثل كوكبنا هذا .... مثل بريق عينيك و صفاء روحك.....بل هكذا يجب أن تكون أيامك. فكل الابواب المفتوحة مستوحاة من فتحة شرنقة قلوبنا المتطلعة لفسحة الامل التي نعقدها على ما وراء الابواب .ورحابة المكان تتوقف على رحابة صدورنا التي تستوعب آلامنا وأحزننا . بل أطلق سراح مخيلتك من معتقل الذاكرة وحلق في سماء ابداع لتعود بذهنك لهذا الوطن لتفتح ابواب الامل حين يهاجمك اليأس أو المستحيل ليجتاحك ويسجنك بين احضانه ..، لان الابداع هو تحليق المستحيل نفسه في الفضاء الغير الممكن ..... ثم سكتت وهي تحاول أن تمسك بيده دون النظر الى وجهه. احس بارتباك فسقطت حقيبته الصغيرة من يده لتتناثر مسودات ديوانه الشعر وثيابه بين قدميه . قال لها وهو يحاول أن يضغط بقوة على الحقيبة ليغلقها رغما عنها حتى يتفادى النظر الى عينيها حتى لا يضعف أمامها فيترك العنان لدموعه السجينة بمقلتيه . * حبيبتي كل الاشياء جميلة إلا أنت ،فأنت جمال الابداع الإلهي عينه، وهو لا يقبل المقارنة مع ما هو اقل منه .... والجسد يموت واقفا قبل أن يسقط أرضا حين تخترقه رصاصة الفراق وخيانة الذكريات بتركها ورائه . وأنا كلما دعوت ربي بأن يرزقني أفضل ما عنده من خلق الله ، ازددت انت عشقا لي وزدت أنا هياما بك ،فأدركت أنك هدية الله لي فما أروعك .... أني جملة توقيفية قد يستطيع أعدائي حذفها من جملهم ولكنها ضرورية لفهم مستوى خطابهم ،لا أعرف متى بدأتُ ولكن أعرفُ متى أتوقفُ. إن كل واحد منهم مثلَ الانسانية في نضالها المرير واعتزلَ التمثيل حين وصل لكرسي القرار ، فأصبحَ أكثر واقعية بان اصبح الناطق الرسمي لنفسه .... إن داخل جسدي بالجهة اليسرى فيلق جينات يصرخ قائلا : اننا لا نقبل التهجين ، وبالجهة اليمنى هناك حفنة جينات تقول اننا ضحايا تهجين سابقة ..... إن اصدقائي الذين كانوا فرسان ابداع من العيار الثقيل هجروا الوطن . وهجرتهم كانت اكبر خسارة ...إن الفرسان تسقط تباعا وينمو مكانها عشب طفيلي لا يصلح لأي شيء يستحق الذكر أو الاحترام . احبتنا لا يموتون في قلوبنا حتى ولو دفناهم بأيدينا وحبهم عرق نابض مادمنا على قيد الحياة .... وإن لم نهاجر فإن القلوب تهاجر لتعيش حيث تحب وتتمنى حتى ولو سجنا اجسادها بين اربعة جدران وأرواح المبدعين صقور تحلق في انحاء العالم لتحط رحالها بقصيدة شعرية او لوحة تشكيلية ليبقى الحب ذلك العش الذي نبنيه مع احبتنا بكلمات طيبة وإحساس راقي يخلد كل ذكرى جميلة بالقلب والذهن.أما الجحيم فهو احساس نبنيه بكرهنا للآخر وتزداد ناره الحارقة كلما كرهنا عددا أكبر من الاشخاص ... وأروع احساس هو ما يصدر عنك حين تلتزم الحياد في تعاملك مع الاخر بحيث لا تظلمه بأحكام مسبقة ولا تكرهه بتصرف طائش ولا تعاقبه بإبعاد جائر ولا تقربه بتملق مستفز. لان الافكار الجميلة والطيبة كقطرات الغيث الرحيمة ، تزيدك رحمة بنفسك وبغيرك كلما تزايدت كميتها ؛ فتحتضنها ارضية النفوس الطيبة الاخرى لتزهر علاقات انسانية طيبة راقية. وأنا أتوق للهجرة بعيدا ليس هروبا من حيث أنا وإنما عناقيد الافكار تزيد نضجا كلما عشنا حياة حقيقية وعانقنا حضارات اخرى لنحكي خبرة حياة حقيقية. فلا احد يمكن أن يكون كاملا ولكن يمكن أن يكون انسانيا وراقيا . ربما نحن نلوم الاخرين عن اشياء خارجة عن ارادتهم ؛ ونحن لم نقف ولو لمرة واحد لنلوم انفسنا عن اشياء ورطنا فيها انفسنا عن قصد. فعلا كم احترقنا شوقا لأشياء لم ننالها ،و لو تحققت لاحترقنا أسفا على تحقيقها.ولكن حين يضيق ثوب الزمان يتمزق ليكشف عورة قوم استباحوا عرض الكلمات .أننا نحاكي ظلالنا ونسينا اننا مجرد تماثيل تتحرك رغما عنها .قد نكون اليوم ...وقد نكون غدا ....الى ان لا نكون أبدا ، لكن المشكل ليس في كينونتنا . المشكل في ماذا تركنا بعدنا ؟ فأنا لم أعشق يوما أن أكون باب حمام شعبي الخارج يدفعه برجله والداخل يدفع برجله ولكن عشقت ان أكون ثريا الجميع يرفع اليها عينيه حتى وان لم يكن معجبا بها كشيء ولكن سيعجب بضوئها وجمالها . لا شيء سهل ولا شيء صعب ولا مكان للمستحيل ، إنما الحياة فرص والذكي من يستطيع اقتناص الفرصة المناسبة في اللحظة المناسبة و تصبح الحياة مهزلة ان لم نكتب لها سيناريو دقيق بحبكة... سأهاجر لبعض الوقت لكن ثقي بي إني سأضعك بين الرموش لأحميك من دمعتي. سأحبك حب الام والأخت والزوجة وكل النساء....... سكتَ فجأة لأنه لم يمتلك القوة ليتمم كلماته واختنق صوته من انفعاله . انحنت تساعده على إغلاق الحقيبة وهي تبتسم قائلة لتخفف عنه وقع اللحظة ... * حتى وإن وثقت بك فإني لا أثق بالحياة لأنها هي من تجبر البشر على سلخ جلودهم مثل الثعابين وتغير لونهم كالحرباء .أحبني فقط حب الزوجة ، فإنك ستكون قد أجزيت وأوفيت ...فلو دام حبك لكل هذه النساء لما اخترتني أنا لأقسمك حياتك . من باب الحكمة حين أغضب من أقرب الناس الي فإني أحب ان اركب قطارا ألتقي فيه غريبا لا أعرفه ولا يعرفني فاشكي له كل همي لينزل كل واحد منا ويمضي الى عالمه . فأتخلص من ثقل الامي لغريب حتى لا يقذفه في وجهي يوما ما في لحظة غضب. ولكن أنت لست بغريب عني ،إنك توأمي الروحي. كثيرا ما يسألونني صديقاتي عن الابناء .فأقول : هم الذين نسمح لهم بأكل أكبادنا أمام أم أعيننا ولا نرفض أو نقاوم.و يسألونني عن الحياة . فأجيب : هي المدرسة التي تدخلها مرغما والذكي من يتخرج منها بشهادة التفوق في التواصل الفعال دون خسارة الاخر لان الاعتذار لا يعيد كرامة الفرد . فبدل أن نفكر في الاعتذار اليه نفكر في أن لا تخطأ في حقه فبكاء الميت مجرد خسارة للدموع . لقد كنت أتمنى أن أقول أشياء جميلة وكثيرة لأبي ، وكنت أحيانا أخجل أن أعبر له عن ذلك و لكن الموت أخذته مني . فتعلمت درسا أن أقول إلا الاشياء الجميلة لمن أحب قدر المستطاع وأكثر. وإن أغضبتني أنت بتصرف ألتزمت بالصمت حتى لا أندم يوما حيث لا ينفع الندم .لكن كل الاشياء لها ثمن إلا الكرامة لأننا لا نجدها في سوق الخردة حين نحتاج إليها ..كل الاشياء لها عتبة اشباع إلا قلبي فكلما أحبك ارتفعت طاقته الاستيعابية ليعشقك أكثر فأكثر وأكبر فأكبر فتدلل وتبختر فلك كل العمر. أحيانا أحس أني ذاهبة الى حيث لا أريد وعائدة من حيث لا أعلم ،وفي كلا الحالتين لا زلت اسكن قوقعتي بدون ملل لاني عالقة في نفق زمن اصبح فيه ابتزاز الابناء للإباء والأزواج لبعضهما نوعا من الدبلوماسية العائلية للحفاظ على ماء الوجه . ولكن ... ثم سكتت وأمعنت النظر الى وجه زوجها لتضيف بنبرة حسرة . * تبا لك ايها الزمان حيث كل من ركب قصب خيزران أصبح يسمى فارسا بدون منافس .قالت لي أمي يوما : " ان قدمت جل وسائل الراحة والنصيحة والمساعدة للأخر لكنه اختار أفكارا لن تقوده إلا الى الموت البطيء فتمني له حسن الخاتمة وابتعدي عنه دون ان تكلفي نفسك عناء الالتفات اليه لأنه من فصيلة النعام " . وأنت يا حبيبي لست أخرا . لقد كرهت مجاملة الغير فجاملت نفسي بأن قلت لها : انك طيبة وهم السيئون،ولأني ملكة بكرامتي سأعتلي عرش نفسي بأن لا أنافق أحدا . وأصارح نفسي وأصارحك أنت لاني حين عشقتك كنت انت الاصل وأنا الصورة ، وحين تزوجتك اصبحت روحك المرآة وروحي الانعكاس لأننا نحن الاثنين أصبحنا زجاج مرآة مقدسة تتأمل فيها آلهة الحب وجهها بزهو... لكن حين يصل آلآلام الى اقصى ذروته يفقد قيمته ويخف وزنه لأنه أصبحت لي قدرة هائلة للتصدي له لأني بجانب من أحب وأعشق . كثيرة هي المواقف التي أصبح فيها لست أنا لأتفادى جرح نفسي او احراج غيري . فأصاب بالزهايمر متى أشاء لتفادي اي ردة فعل غير محمودة اتجاه الاخر الذي لا يرحمنا ، ومع ذلك أجد خدوشا غائرة بقلبي حين أعود لواقعي ولا أستطيع الصفح ابدا لأنه كثيرا ما نتحمل فوق طاقتنا من اجل اشخاص يغادرون حياتنا دون ان يعتذروا على الازعاج وأنت لست كأي شخص التقيت به في طريقي ، بل انت تقاسمني أحداث حياتي . لا تصارع الاوهام في ذهنك انها مرهقة وستهزمك ،ولكن حارب الصعاب في واقعك فهي ملموسة وهزيمتها ستفرحك بنجاحك . هذه كلماتي اليك و الكلمات تتحدى الحدود التي نبنيها ،والحب الحقيقي يتحدى العواصف التي تواجهه ...لكن الكرامة التي تتكسر يصعب اعادة بنائها لأنها حب للذات الانسانية و هذا من أرقى انواع الحب .... حلق مع فراش الابداع لتعانق الحياة حتى ولو كان لساعة واحد فخلود الكلمات تحرر الاجساد من عبودية الخنوع . فلتكون ثابتا على الارض يجب أن تحفر قدماك حفرة لهما بها. وأنا لا أقبل هجرتك للوطن من أجل المال ، لان لا أحد يهين المرأة أكثر من نفسها حين تقدم أول تنازل لها عن كرامتها مقابل المال . تبقى الهجرة مغرية بالرحيل النهائي ولكنها تسرق منا العمر حتى وإن زدنا نضجا . فكلما نضجت الكلمات والأفكار ،اصبحت قصبة الخيزران أكثر هشاشة في جعبة ا لعمر. عش بوطنك ولا تتقبل الفشل لان كثرة السقوط تعلم الانبطاح .ولا تكن مغرورا لان قاهر الاوز يموت غرقا ...إن البعد هو الجلاد الذي يوسم أجسدنا بسياطه برضانا وإن كنت تظن أن هذا الجلاد عادلا ، فليأخذ جلدي ليصنع منهم طبلا ليزفك الى حيث تريد ان تطير. إن بالوطن كل شيء ممكن ، فحتى احلام النوم يمكننا ان نتفنن في اختيارها ،فيكفي ان يكون لنا فراش وثير ومرشوش بعطر جميل ، وأن ننام بجانب بمن نحب فليس هناك أي حلم مستحيل حتى في هذه الحياة. اعلم فقط أن كل الاشياء ان تراكمت في حياتك أصبحت خبرة في الحياة إلا الهم فانه يفجر القلب. فقد تتعب الأرواح من مغازلة الأشباح وتتعب الأشباح من مطاردة الأرواح ...واللعبة أصلها صراع ابدي . وكل ما ابتلاك الله به هو نعمة لا يعلم سرها إلا هو. وإن كنت فنانا حتى النخاع اغتل القبح الذي يداهم مزاجك وقلبك بين الفينة والأخرى ...فالإبداع رياضة روحية لتصفية الروح وتهذيب الذوق قبل ان يكون خلقا لشيء جميل .و الذين يتمتعون في حياتهم بأشياء مميزة ليسوا مضطرين لقول ذلك ...الاشياء على مظاهر اصحابها تظهر ، بل كن كائنا نبت وسط خراب ليعيد ترتيبه ليصبح شيئا جميلا اسمه الابداع .. إن الحقيقة دائما يتيمة والحق دائما عاري لا يحتاج لمن يلبسه لباسا ليرضي الاخرين . إني ارفض الشفقة لأنها تجلب معها الموجات السالبة وتجعل حالة الفرد مرتبطة بالأخر وهذا شيء يفقده الثقة بنفسه . اني أقول لأحبتي ، تبقى القلوب مرايا شفافة ...فلا تتعمدوا اللعب بها لأن كل واحد منا يسكنه عدوه اللذوذ ...انه نفسه الامارة بالسوء ، و ما يهمني اليوم قد لا يهمني غدا لان اهتمامات الافراد تتعدد بهموم الحياة .....لكن تعجبني سيمفونية عشقك لان المايسترو كان هو قلبي .... و نبقى كلنا هبة الهية تمشي على قدميها ،و لكل واحد منا سبب لوجوده على هذه الارض لا يعلمه إلا خالقه والشيء الاكيد ان لا أحدا خلق عبثا. إني أبوح لك بأني انانية في عشق الوطن فليغفر لي نرجسيتي لأنه وجهي الذي انظر اليه في المرآة فيقولون : ماذا وهبك هذا الوطن ؟ أغبياء ... لكل واحد أقول : الوطن هو أحبتك وعائلتك وعشيرتك وقبيلتك ..حتى وإن كنت جاحدا في حقه ، الوطن وهبك الآمان وحق الانتماء ولتحس انه وهبك شيئا ، هبه فقط حبك واحترامك وستحس انه وهبك الكثير وغادره ليوم فقط حتى تحس بقيمته في حياتك.إن لكل ارض نصيب مما غرس عليها ؛ فهناك ارض غرس عليها الزعفران وهناك أخرى غرست عليها الأشواك.فكن أنت زعفران وطنك وياسمينه .وأنا لن أثنيك عن قرار اتخذته عن قناعة ،ولكن أدعوك لمراجعة قرارك مادمت الفرصة بين يديك و لديك البديل عن ما بين يديك . سوف أعود الى بيتي وبعدها سأذهب الى أول مكان التقينا فيه قبل عشرين سنة حتى أداعب الذكريات .وحيث تكون الذكريات الجميلة ويكون الاشخاص الذين تقاسمناها معهم،يكون ذلك هو الوطن .... تركت يده وأغلقت أزرار معطفها الرمادي لتحمي نفسها من رياح هذا الصباح الشتوي البارد التي تتلاعب بخصلات شعرها الطويل الذي بدأ الشيب يغزوه بدون تردد. وابتعدت عنه وهي تدرك أن القرار الذي سيتخذه سيحسم مستقبل حياتهما الزوجية والى الأبد ، ولا يجب عليها أن تضغط عليه ليتراجع عن الرحيل فيكون قراره شفقة بها . .....خيرة جليل . ... .
.
...
.
.
...
.
Inscription à :
Articles (Atom)